قبل أيام وخلال اتصال هاتفي لأحد الأخوة المواطنين بالزميل راشد الخرجي مقدم برنامج البث المباشر من «نور دبي» تحدث الرجل عن موقف تعرض له ابنه الطالب في الصف الثاني عشر جرى حجب نتائج اختبار «امسات» -عشوائياً بحسب «السيستم»- لأنه أحرز معدلات عالية!!. الأب تحدث عن الأبواب التي طرقها بوزارة التربية والتعليم لمعالجة الأمر ليضطر أخيراً لطرح الموضوع عبر «البرنامج».
استجابت الوزارة مشكورة وأفرجت عن النتائج المحجوبة لسبب أو لآخر، ورغم الارتياح الواسع والفرحة التي قوبل بها الإجراء المتأخر إلا أنه أثار العديد من التساؤلات المتعلقة به وبتداعياته النفسية قبل أي شيء آخر.
ندرك جميعاً أهمية تعزيز ثقة الطالب بنفسه في هذه المرحلة العمرية والدراسية وأنه وأمثاله يعتبرونها مرحلة مفصلية دقيقة تحدد مسار حياتهم المستقبلية، وهم في أمس الحاجة للتوجيه والدعم وتعريفهم وبصورة فورية بالنتائج التي أحرزوها سواء في امتحان«أمسات» أو غيره.
للأسف بعضهم ممن يتولون الإشراف على الامتحانات ورثة أساليب قديمة في التقييم بل وينظر بعض منهم إلى قوة الامتحانات التي يضعونها بقدرتها على تعجيز الطالب. ولعل بعض القراء يتذكرون عندما أشرت عبر هذه الزاوية لواقعة جرت منذ زمن بعيد في أحد البلدان الشقيقة عندما استقال واضع امتحان، ويقال إنه اعتزل، لأن الطلاب تمكنوا من الإجابة على أسئلته قبل الوقت المحدد.
اليوم المجتمعات تطورت وكذلك البيئات والأساليب والمناهج التعليمية، وبلغ الأمر وحدود الثقة إجراء امتحانات بدون مراقبين لجعل لجان وأماكن الاختبارات مريحة لا تثير قلقاً أو توتر الطلاب الذين تتم متابعتهم عبر الكاميرات عن بعد.
أدركت تلك المجتمعات وكذلك القائمون على أمور التربية والتعليم أن الامتحانات وجدت للوقوف على المستوى التعليمي والمعرفي للطالب بعيداً عن أي تعقيدات جلبتها بعض «أكشاك» التعليم تحت مسميات وتجارب ما أنزل بها من سلطان، وانكشفت أمام الجميع بأنها كانت تجارية محضة.
اليوم وزارة التربية والتعليم عندنا وفي عهدها الجديد تنطلق نحو آفاق رحبة من التطور والتطوير للعملية التربوية والتعليمية والاعتناء بكل ما يتعلق بالميدان من مناهج ومعلمين وإداريين وطلاب وأولياء أمور والرهان على استراتيجياتها وجهودها كبير وبحجم الآمال والطموحات المعقودة عليها. والأمر يتطلب المزيد من الانفتاح والشفافية والتواصل الإيجابي المستمر مع كافة الأطراف لضمان تحقيق النتائج والمخرجات المطلوبة.