في هذا الوطن تتناغم لغة الحب، وتنسجم ثقافة التعايش بحرية عفوية فطرية مكتوبة في وجدان أهلها ومؤرخة في ضمير الصحراء منذ أن خرج البدوي من خيمة الألفة سارداً أغنياته العذبة وهو يمتطي سنام الناقة، محتفياً بالوجود، عاكفاً على سر انتمائه إلى وطن اسمه تعايش.
منذ البدء ومنذ أن رسمت اللوحة التشكيلية على تراب الصحراء وأطلق عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، والعالم يهفو إلى رحلة الأبدية باتجاه الخليج العربي عند خاصرة المضيق وبين جفني ضفاف الملح والأمل، عالم وجد ضالته على تراب من ذهب المعاني وزمرد القيم العالية، هنا قال المؤسسون كلمتهم الصريحة في الاتحاد قوة، ووشائج هذا الاتحاد منسوجة من حرير الحب، منقوشة بريشة الأحلام الزاهية، ولا شيء يعكر، لا شيء ينكث العهد؛ لأن البناء راسخ على جبال من المشاعر الصافية، ولأن النسيج من مغزل الأهداف السامية؛ ولأن القيادة والشعب ذراعان يعضد بعضهما بعضاً، فلا ضبابية ولا غبش يمنع من رؤية الحقيقة، حقيقة الحب والولاء إلى زعامة الخلق الطيب والانتماء إلى وطن لا تنمو أعشابه إلا بين أحضان جداول التضامن، ولا تحلق طيوره إلا بأجنحة الود، ولا تصمد جباله إلا بمؤازرة الصرامة لحماية المكتسب والعناية بالمشروع العظيم ورعاية المنجز الملهم.
 الإمارات اليوم تسير بأبجدية الشفافية، وتمضي جيادها على مسالك من مخمل الاحترام والاعتزاز بكل من يعيش على هذه الأرض طالما انتمى إلى فخامة ثقافتها واحترم سياجها القيمي وقدر سلامها وأمنها واستقرار منازل الحلم في ضمير أبنائها الذين فتحوا الصدور قبل الثغور لكل من تهوى نفسه العيش من دون ضغائن ولا كراهية ولا فلسفة ديمقراطية مأخوذة من فم الشيطان منزوعة من صدأ الخداع البصرية، لأن ديمقراطية الإمارات أنجبتها مضارب الإنسان الكامل والذي ولد وفي فمه بوح الانفتاح على الآخر من دون رتوش ولا خدوش ولا تشوهات فكرية يراد بها باطل، وتهدف إلى تلوين الحقائق كما تشتهي النفوس المريضة، وكما تذهب باتجاهه العقول التي في كأسها مرارة البهتان وخداع كل مشاء بنميم عتل زنيم.
ستظل الإمارات راية مرفوعة على أكتاف أبنائها وكل المخلصين الذين يعشقون السلام النفسي والذين هواهم هو العيش من دون تغضنات مشاعر، ولا عقد نفسية مصدرها النفس الأمارة، ولا مركبات عجز خلقية أساسها خراب الذات وهشيم القلوب المأسوف على وجودها.
 ستبقى الإمارات وطن الناس أجمعين، وطن ابتسامة أهله هي جواز سفر لكل عشاق البهجة، ولهجة أناسه هي جدول الماء الذاهب إلى حقول التسامح والسلام المؤزر بالوعي بأننا جميعاً أعمدة الخيمة وسقفها السماء الصافية وبابها الحب.