في الثاني من ديسمبر من كل عام تجتمع النجوم محتفلة بأيام الإمارات ويغرد الطير جذلان بسيمفونية تعزف لحن الحب الذي جمع والحلم الذي سطع والشعب الذي أشرقت مشاعره مكتسية سندس الفرح وإستبرق التطلعات الزاهية.
في الثاني من ديسمبر تتعانق الأغصان ملبية لحن الوجود، مستجيبة لقدر دولة ولدت لتكون شامخة بأهلها، راسخة بطموحاتها، متألقة بتطلعاتها، لبقة في خطواتها، أنيقة في منجزاتها، شاهقة بمشاريعها، راسخة بعلاقاتها مع الآخر، متجذرة في تاريخها، عميقة في قيمها، جزيلة في عطائها، غنية بشيمها، ثرية في سماحتها، وسامية في رؤيتها نحو المستقبل.
هذه القوانين التي سارت عليها الإمارات هي منبع متانة وجودها في العالم، وصرامة مواقفها، وحزم قراراتها، وجزم صولاتها، في خضم عالم تتقاذفه رياح، وتثخنه جراح، وتملأ جعبته أسئلة بحجم التضاريس الممتدة عبر القارات الست، عالم تتحداه أمواج، وتصده أفواج من معضلات الحياة، والإمارات اليوم بقوة اتحادها، ووحدة مصيرها، وفخامة أركانها، تقف بين العالمين رمانة الميزان، تقف قوس عدالة يرتب مشاعر العالم على أسس القانون الطبيعي، وتحت شعار أننا آسرة واحدة نعيش تحت سقف خيمة تجمعنا جميعاً ضمن مشاعر الحب والسلام والوئام.
الإمارات بفضل المبادئ التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الحكام المؤسسون، طيب الله ثراهم جميعاً، حجزت لها مقعداً فاخراً وباذخاً بين الأمم، واستطاعت أن تتبوأ مركزاً يليق بمكانتها وأن تصبح في العالمين النجم تدور في فلكه الكواكب الأرضية.
ولم يكن لهذه المكانة أن تحدث لولا وجود ذلك البنيان العظيم، وذلك البيان الملهم، وذلك البنان الأصيل، والذي يشير دائماً إلى الأفق يعلم الناس دوماً كيف تكون الأفكار نقية وواضحة عندما تتجلى تحت أشعة الشمس ومن دون مواربة ولا خذلان.
الإمارات اليوم تخاطب العالم بلغة الوحدة؛ وحدة الوجود والمصير المشترك بين جميع الأمم، لذلك فإن صوتها يصل واضحاً وصريحاً لا شروخ فيه ولا خدوش ولا رتوش، ويقين الإمارات بقدرتها على تحقيق الأهداف الإنسانية من دون إسالة الدماء جعلها موضع ثقة في ضمير العالم، لذلك نرى العالم من أقصاه إلى أقصاه يأتي هنا إلى أرض السلام مستلهماً من قيادتنا الرشيدة الأفكار النيرة والتي تقود القوافل نحو نجود السلام، وتذهب بالركاب إلى غايات عشبها المحبة وجدولها التسامح.
أما في الداخل وعلى بساط المشاعر الوطنية، فالإمارات اليوم تستقبل ثقافات ولغات وجنسيات من كل أرجاء العالم، والجميع يعيشون بسلام ويجمعهم الود والرحمة، وتؤلف بينهم لغة الانسجام والانفتاح والقواسم المشتركة.
الإمارات اليوم واحة الطيور الباحثة عن أعشاش الأمن والطمأنينة وهذه هي ثيمة اتحادنا، هذه قيمته الإنسانية العظيمة.