مناسبة وطنية عطرة تضاف إلى سجل المناسبات الخالدة في تاريخ قيام الدولة تلقيناها يوم أمس، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، باعتماد الثامن عشر من شهر يوليو من كل عام «يوم عهد الاتحاد».. وذلك احتفاءً بالاجتماع التاريخي الذي عقد في هذا اليوم من عام 1971، والذي وقَّع فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الحكام «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يظل هذا العهد قائماً وراسخاً، وسيبقى بمثابة الضوء الذي يرشدنا إلى المستقبل وينيرُ لنا طريق الإبداع والتجدد والابتكار وصيانة المكتسبات، والعمل على أسس متينة من الأخلاق والقيم والمبادئ التي تضمنها الدستور، وشملت تنظيم كافة جوانب حياتنا لنظل متكاتفين متحدين على الدوام.
على الصعيد الثقافي، أسهم «يوم عهد الاتحاد» والإعلان عن دستوره في القضاء على الأمية بشكل كامل من خلال المادة 17 التي تنص على إلزامية التعليم، إذ سرعان ما أصبحت الإمارات تمتلك أجيالاً كاملة من المتعلمين ذكوراً وإناثاً، وخلال سنوات قليلة بدأت تتجلى وتتطور المواهب الفنية والفكرية والأدبية والعلمية، وتتحد في كيانات اتحادية لتمثل كافة إمارات الدولة. وفُتح الباب عبر وزارة الثقافة لمجموعات كبيرة من الفنانين والأدباء للسفر والمشاركة بأعمالهم الفنية وقصائدهم ومسرحياتهم في المسابقات خارج الدولة عربياً وعالمياً أيضاً. وساعد الدستور أيضاً في قيام الاتحادات والجمعيات الفنية مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وجمعية المسرحيين وجمعية التشكيليين وغيرها. وقد سارت هذه الجمعيات على العهد نفسه وتشرّبت قيم الاتحاد لتكون أكثر صلابة في طرح مشاريعها الثقافية ورؤاها الإبداعية.
في 18 يوليو من كل عام، سنظل نفتح صفحة هذا التاريخ لنستذكر أولاً يوم عهد الاتحاد، ولنجدد أيضاً عهدنا على المضي قدماً في استكمال المسيرة والبناء على ما تراكم من منجزات مشهودة وناصعة هي اليوم محط تقدير العالم كله. هذا العهد هو الذي جعل الإمارات واحدة من الدول التي تصنع ثقافة التسامح في العالم وتعمل بها. وهو الذي مهّد لتكون الدولة جسراً للتحاور بين الشعوب والبحث عن حلول حقيقية لقضايا الإنسانية اليوم ومنها قضايا الهوية والبيئة والتغير المناخي وغيرها.
في «يوم عهد الاتحاد»، نمدُّ الأيادي معاً لنكتب قصيدة الوطن بحروفٍ لا يغيرها الزمن.