وأنت تقرأ في الصباح الباكر صحيفتك اليومية.. وأثمد السلام يمشط جفنيك.. ترى كلمة لها وقع الرنين المغناطيسي في شأنك وفنك وتشعر أننا أصبحنا محطة استراحة  لمشاعر كل من طاردتهم وحشية الغابات الضارية وكل من أنهكتهم ضربات شمس الحروب المفزعة وقضت على أحلامهم شعارات صفراء باهتة  استولت على مصائرهم  وباعت في السوق السوداء دماءهم  واستباحت حقوقهم الإنسانية.
الإمارات تقدم دروساً في الرحمة والتواصل وحفظ حقوق الإنسان والعناية بشأنه وفنه ورعايته وحمايته وتطويقه بسلسال الذهب وتقليده قلادة الفرح.
الإمارات في المحيط العالمي مثال للدولة الراعية لمشاعر الناس الحامية لحقوق الإنسان، وهي الأنامل المدوزنة لمعايير العلاقات بين الدول لذلك نرى في كل دولة من عالمنا المعاصر هناك معلَماً إماراتياً يشير إلى وجود اسم الإمارات كصديقة للآخر  تحمل راية الشفافية بحزم وترفع علم التناغم مع الصديق  والشقيق على حد سواء؛ لأن الإيمان لدى قيادتنا الرشيدة  أن العالم يسكن غرفة واحدة  وما الصدام إلا قنبلة تدميرية شاملة لا تبقي ولا تذر ولا منتصر في الكراهية، فالكل مهزوم مغلوب على أمره وما النصر إلا بوحي من سماوات الألفة  والمحبة  والتعاطف والتضامن  والتكاتف من أجل عمران الأرض  ونهضة وجدان الإنسان الذي جعله الله خليفته في الأرض.
هذه المسلمات لا يؤمن بها إلا ذوو العقل الراجح  وصاحب الهدف الواضح  والذي يعيش في الحياة من أجل الحياة وليس من أجل البقاء، وهذه هي سياسة الإمارات منذ التأسيس قائمة على الحب أولاً ولا رتوش ولا خدوش في العلاقات مع الآخر، بل هي علاقات تتأسس على التكافؤ واحترام الآخر، وتحقيق أقصى حالات الانسجام بين طرفي العلاقة.
حلول القادة  وزياراتهم إلى دولة الإمارات هي الخبر الأهم على صفحات الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، وهي الصورة الجلية لسياسة خارجية تلبي احتياجات وجودية لعالم يحتاج إلى التضامن بين الدول والإمارات تقدم دروساً في هذا الميدان  وتعطي عبراً لمن يهمه الأمر وقد أصبحت اليوم سياسة الإمارات في بناء علاقات الود مع الدول البعيدة والقريبة مثالاً يحتذى به  ونموذجاً تقتدي به الدول الأخرى.
أعتقد أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم ليس في علاقاتها مع الآخر أي شروخ ولا تصدعات ولا انحرافات لأنها علاقات نشأت على رعاية المصالح المشتركة  وتقديم رؤية السلام على كل المصطلحات والعناوين الأخرى لأن السلام هو طريق وحدة المصير، وهو الشعاع المنير الذي يأخذ الجميع إلى حيث تكمن أسرار الحياة السعيدة والسلام هو أكسير النجاح في درء الأخطار ومنع الانكسار في آنية العلاقات بين الدول.
السلام حلم الطير في التحليق واللحاق بالغيمة ومصافحة النجمة، السلام نقطة الالتقاء بين كفين وتلاحم قلبين، إنه ترياق الحماية من كل مكروه يعوق عربة الوصول إلى مجد الإنسانية، السلام لغة الانسجام بين أطراف العلاقة في الحياة على أرض هي بيتنا وسقفها السماء الصافية من دون دخان العراك والعاديات ضبحا.