الشباب هم الغدُ وهم شعلة الضوء في دروب المستقبل، هم أهداب الشمس تضيء غرف الحياة، وتملأ العشب اخضراراً، وتجعل من حقول الحياة بساتين الوطن طائرها العملاق.
حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عن دور الشباب في صنع المستقبل نبراس في المقل، ومتراس يحفظ الود بين الشباب والوطن، ومجتمع شاب يمارس رياضة النفس في الانتماء، والأضواء في مشاريع التنمية، لهو الحقيقة الدامغة التي تجعل من الوطن شجرة وارفة الظل، تفيض بالأثمار.
حقيقة نعيشها وهي ترف أمام أعيننا بمنجزات شبابنا، فلذات أكبادنا في ميادين العمل الوطني كافة، فهم اليوم يحلقون في الفضاء، فينعمون علينا بالمجد المجيد، ويثبون على الأرض، فنشعر بخطواتهم تلامس مشاعرنا، كأنها الرموش تحمي عيوننا، هؤلاء هم زرع الوطن، وحصاده، وهم مداده ومداه ومده وامتداده، هؤلاء هم أحباب الوطن وعشاقه الذين نحتوا قصائد الحب على ترابه، وهم ينهلون من معطيات قدمتها لهم قيادة آمنت بأن الوطن حضن الشباب ودفئه، وأن الحياة شجرة وهم ثمارها، وأن المستقبل نور وهم السراج المنير.
منذ نشأة الدولة والاهتمام بالشباب في مختلف نواحي الحياة تبرز مشاعله وتنتشر أضواؤه، واليوم الإمارات تتخطى حواجز، وتتجاوز عقبات، وتمضي في دروب الإنجازات العظيمة بسواعد أبنائها، ومواهب المبدعين والنابغين، وأصحاب البلاغة في التعاطي مع الملاحم التاريخية الكبرى.
الإمارات بفضل هذه الكوكبة، أزاحت حجب الماضي، ومضت في رفاهية العطاء، مضت بترف التضحيات العظمى، ولم تعرف مستحيلاً؛ لأنها تقاد بسياسة اللامستحيل، والشباب هم العضد، هم السند، هم اليد، والأنامل التي تنقش على قماشة الوطن الصورة الزاهية، لمشهد عظيم قلما يوجد مثيلاً له في العالم؛ لأن الإصرار والعزيمة هما ترياق النجاح؛ ولأن التفكير بنزاهة النبلاء هو تعويذة الظفر بمنجزات تدهش السامع، وتذهل الناظر، حتى أصبحت الإمارات اليوم المثال والنموذج في النمو الاقتصادي والتطور الثقافي، والإنجازات كثر، والأمثلة لا تعد ولا تحصى.
اليوم عندما نتأمل اللوحة التشكيلية لوطن الجمال، نشعر بالفرح، ونفيض سعادة، لأن الإمارات «غير»؛ ولأن الإمارات تتميز بسمات بلد الإنجازات المدهشة، كل ذلك لم يتم مصادفة، وإنما هو وليد رعاية شاملة بهموم الشباب، عناية بتطلعاتهم واهتماماتهم والانتصار لطموحاتهم، ومؤازرتهم في شتى المواقف والمحافل والميادين.
اليوم شعب الإمارات شيباً وشباباً يعيشون عصر التنوير الحقيقي، ويشهدون وثبات بلادهم نحو المستقبل بثقة وثبات وصرامة وصدق، يعيشون مرحلة ما بعد الحداثة، حيث التحديث أصبح ماضياً، والحداثة تجاوزت مراحل التفكير، لتصل إلى نقطة التحقيق الحاسمة التي تضع الإمارات في مقدمة الدول المتقدمة، وعند أعلى منصات البوح، وأجمل كلمات التعبير عن سيرتها الذاتية، وهي تمضي حقباً نحو الغد.