شكراً للصيف ومرحباً بالإجازات الطويلة وحتى القصيرة، التلاميذ والطلاب، في مختلف المراحل التعليمية، اليوم في قمة السعادة والفرح والانشراح، ومهما كانت نتائج التحصيل الدراسي، خاصة الصغار منهم، ينطلقون مثل فراشات وتنفرج أساريرهم مثل باقات الزهور والورود، يصرخ في دواخلهم الفرح، ويقولون بملء حناجرهم: لا للأبواب المدرسية، بل لا للطريق الذي يوصل إلى المدرسة.. لا يعنيهم فهم الكبار، ولا مهم لديهم تفكير الآباء والأمهات، الذين حاصروا التلاميذ الصغار في طريق واحد، ذهاباً وعودة، من وإلى المدرسة.. طريق المدرسة بالنسبة للتلاميذ، هو طريق القيود، طريق إجباري، منذ الصباح الباكر وحتى المساء عند بعضهم، ومهما تكون المدينة جميلة وطريق المدرسة رائعاً ومزروعاً بالأشجار والورود، إلا أنه طريق ممل وإجباري للسير فيه ذهاباً وعودة! 
الصغار لا يحبون المدرسة وقيودها والتزاماتها، وتكون صعبة ومملة وتبعث على الهم والكدر، عندما يصادف التلميذ أو الطالب ما يزيد وجعه وهمه، خاصة الواجبات الكثيرة، ثم الزجر والمنع والنهي. ويزداد الألم والحزن عند هؤلاء إذا صادف أمراً مزعجاً، سواء من الإدارة المدرسية أو أحد المعلمين، وربما لموقف أو خطأ صغير وقع من ذلك الطفل/ التلميذ، الذي للتو فارق أمه أو منزله، وبدت الحياة جادة، بعد الابتعاد عن المنزل والأسرة والمراعاة والتغاضي أو العفو عن بعض الأخطاء الصغيرة.
صحيح أن التعليم جهاد وجدية، ولكن يكون أكثر نجاحاً عندما يسير كل شيء بتوافق وميزان عدل ورؤى واضحة وجميلة، تحتوي الجميع من الطالب إلى أسرة المدرسة وأولياء الأمور والأهالي المتعاملين معها.. نلمس ذلك واضحاً عندما تنجح المدرسة في العمل وبناء علاقات رائعة بين كل عناصرها وأفرادها، لتأتي الإجازة ويظل الجميع على صلة وتواصل بمدرستهم ومعلميهم، بل إن الأبواب لا تقفل، صيفاً أو شتاءً.. كم من مدرسة، كانت هي المكان المفضل للجميع، أثناء الدوام وبعده، وذلك لقوة ونجاح الإدارة المدرسية وأُبوتها لكل المنتمين لها، بينما مدارس أخرى، يطير الصغار والكبار فرحاً، ببدء الإجازة ليفر منها الجميع ! بل حتى لا يمروا أمام أبوابها! 
الصيف والإجازة عند بعض التلاميذ هما الحرية والتحرر من القيود، هما السعادة والاسترخاء. 
في الأزمنة القديمة لا شيء مهم في الإجازة غير البحر والنخيل، واللعب في الساحات المفتوحة وملاعب الرمل، أما اليوم، فإن الإمكانات المادية قد ساعدت على إيجاد البدائل وتنوع استثمار الإجازات والصيف، حيث يمكن التنقل بين مدن الدولة الجميلة أو الرحلات خارج البلاد وزيارة أماكن ساحرة في الداخل أو في أقطار بعيدة، يعود بعدها الجميع في شوق واستعداد لبدء عام دراسي ناجح.. حيث تتزين الأبواب والساحات، ويصبح الفصل الدراسي محطة العلم والصداقة والاجتهاد العلمي.