مساء 14 يونيو، بدأت كأس أوروبا بانتصار ألمانيا الكبير على أسكتلندا، وفتحت باب مغارة علي بابا، حيث كنز كرة القدم الذي نراه في البطولات الكبرى، مثل كأس العالم، وكأس أوروبا، ودوري أبطال أوروبا، والدوريات الأوروبية. ويتجلى جوهر اللعبة في هذه البطولات، وهو الصراع، الندية، النضال، السرعة، الجري بلا توقف، الجدية، الروح الرياضية، القيم الإنسانية، مهما ظهرت بعض الهتافات العنصرية، كما تحولت بعض ملاعب ألمانيا إلى حلبة لإحياء صراعات دول البلقان.
منتخب إنجلترا هل يصمد ويستمر؟ الصحافة البريطانية ألقت بالتفاؤل بعيداً: «الكأس عائدة إلى وطنها»، وتحولت إلى هجوم عنيف بعد التعادل مع الدنمارك من نوع: «إنجلترا بلا خط وسط، من أين تلك الثقة التي تلعبون بها؟ ما هذا الأداء المخجل؟».
في مثل تلك البطولات لا أشجع فريقاً واحداً منذ درس عام 1982 في كأس العالم بإسبانيا، حين خيب ظني جيل البرازيل الرائع بقيادة سقراط وهو يواجه إيطاليا، حتى إنني كنت أشجع ألمانيا وسويسرا معاً إعجاباً بالنضال، وبأداء سويسرا المنظم دفاعاً وهجوماً، وإعجاباً بنضال ألمانيا من أجل العودة، فأخرجا لنا متعة تساوي مشاهدة «فيلم أكشن» وهما يتصارعان في مباراة مصيرية على رأس المجموعة للهرب من مواجهة إيطاليا في دور الستة عشر وفقاً لحسابات المدربين، مع أن الصحافة الألمانية ادعت أن ناجلسمان يرغب في المركز الثاني حتى لا يواجه إسبانيا في دور الثمانية، وكان ذلك «خيالاً صحفياً». فقد ظل الألمان يقاتلون حتى الدقيقة 92 عندما سجل نيكولاس فولركوج هدف التعادل والصدارة.
أهداف الوقت الضائع أصبحت 8 أهداف بهدف ألمانيا، وهذا يعني أن هذه المنتخبات وهؤلاء اللاعبين يلعبون بلا يأس، ويملكون القدرة البدنية والذهنية على فعل ذلك، وهذا جزء مهم من كنز اليورو، كذلك في الكنز عدم قدرة على توقع نتائج قاطعة لمنتخب، ولا أحد يمكنه توقع دقيق لأي مباراة، واليوم قد يكون كيليان مبابي ضمن تشكيلة فرنسا، بعدما اعتاد على قناع الوجه، إثر إصابته بكسر في الأنف.
شباب إسبانيا متألق، والبرتغال تقدم جيلاً جديداً يمثل مستقبلها، برونو سيلفا، وفرنانديز، وبرناردو سيلفا ولياو، وجوتا ومينديز وفيتينيا، ورومانيا تحاول العودة بعد 30 عاماً، وبلجيكا لم تيأس من الحلم، وفرنسا وإيطاليا كبيران لم يصغرا، وشرق أوروبا أعلن عن نفسه حتى لو خرج.
والتكنولوجيا أيضاً جزء مهم من كنز اليورو، فبجانب تقنية الفيديو هناك تقنية الـ «لسنيكو ميتر»، تلك الشريحة الموجودة داخل الكرة، وتسجل أي لمسة لأي لاعب، وهي التي حرمت رونالدو من هدف أراده لنفسه في مباراة أوروجواي بمونديال قطر، وهي التقنية التي ألغت هدفاً لبلجيكا أيضاً في اليورو، ويستمر الجدل حول التكنولوجيا، فهل هي لمزيد من العدالة، أم أنها تقتل روح كرة القدم؟
** كوبا أميركا.. ترى كيف حال ميسي؟ وماذا سيقدم البرازيلي إندريك فيليبي (17 عاماً)؟ وهل هزمت البرازيل أشباح ماراكانا 1950، وأشباح بيلو هوريزونتي 2014.. وأعادت موسيقى السامبا؟