ترتفع الحرارة، وتصعد الرطوبة إلى أقصى معدلاتها، حر شديد لا يطفئه غير الماء أو السباحة، إذا فارقك هدير وطنين المكيفات الهوائية، عندها يبدأ التفكير في الهرب بعيداً عن الصحراء وأجواء الخليج العربي، ولا جميل غير البحر أو النهر البعيد.. تكاد الشمس الآن أن تحط على الرؤوس، يزداد الضجر والتفكير في الإجازة والسفر بعيداً، خاصة للمناطق الباردة أو المعتدلة في درجات الحرارة.. قد يتوفر للبعض كل شيء ويظل أمره في يده، وقد يصاب البعض بوهم الهروب القصير لضيق اليد أو قصر الإجازة، ولكن بعد حين يعود المسافر، ولا بد من التفكير الصحيح وهو التكيف مع الظروف أو تعديل الواقع ليصبح شيئاً آخر جميلاً وهذا ما يحصل في بلدنا الجميل عاماً بعد عام، يُهزم المناخ والطقس والرطوبة، بل أصبح واقع اليوم والحياة اليومية في كل المناطق والمحطات، سواء كانت صحراء أو ساحلاً، هو شيء في غاية الروعة والجمال، بل منطقة جاذبة ومشجعة على أن تقضي أيامك وعطلاتك في هذه المدن الساحلية الجميلة، زاهية السواحل بالألوان، بديعة هي الأفكار الجديدة في تشكيل الشواطئ التي تحتلها الشمسيات الجميلة. حتى الرمال التي كانت في الماضي مهجورة لشدة الحرارة، تحولت الآن إلى محطات جميلة، لها رواد كثر.
 بحر الخليج الآن يعج بالناس ويزداد رواده ومحبيه، يأتون من مناطق بعيدة ويعمرون هذه السواحل الذهبية. مدن الإمارات وسواحلها غاية في الجمال والروعة، بل أجمل من مدن كثيرة يذهب إليها السائح الخليجي والعربي، هنا عالم من التطور والتجديد، حداثة وتقدم عمراني، ومسايرة آخر صرعات التطور، إنجازات على مستوى الاتصال وتخطي لعثرات وروتين الحياة وتعقيدات بعض البلاد الأخرى. عندما نعيد عقارب الزمن إلى الماضي البعيد ونتذكر السواحل والشواطئ، وما هي الصورة القديمة والتي تخطاها الزمن، بهذا التقدم الكبير في الخليج العربي، بالتأكيد لن يعرفها غير من عاشها وكانت جزءاً من حياته اليومية. هل كانت للساحل محطات استراحة أو مظلات/ شمسيات تحمي أهل البحر من هذه الحرارة الشديدة والشمس الحارقة، الجواب نعم ولكنها جاءت لغرض وحاجة اخترعها البحارة لرفع شباكهم وأدواتهم عن الأرض وحفظ معداتهم البحرية، بالإضافة إلى أنها تقدم خدمة وحماية الناس أو رواد الشاطئ والبحر من الحرارة الشديدة والشمس الحارقة، وتسمى (مند بان)، وتتكون من أربعة أعمدة تسقف بجريد النخل، لا شيء غير سقف يقف على هذه الأعمدة الأربعة، محطات عديدة على امتداد الساحل وحيث تكون القوارب أو أماكن الصيد، كذلك في الصحراء يوجد هذا (المند بان) لحفظ أدوات الإنسان الصحراوي.. المظلات ليست حكاية جديدة عند أهل الساحل، ولكنها الآن واحدة من زينة الشواطئ، وحماية لرواد البحر، جمال وألوان هذه المظلات/ الشمسيات، تبعث الفرح وحب الماء/ البحر والسباحة والمرح، إنها شمسيات الألوان الرائعة، التي تزين الصيف والمصايف وتفرح القلب.