** في سبع مباريات خلال الأيام الثلاثة الأولى، فازت الجياد البيضاء، ولم يكن هناك هذا «الحصان الأسود» القادم من بعيد يُهزم برأس جواد مرشح، حتى اللحظة يتفوق المانشافت، باللياقة والإيقاع المتغير، وتعدد صناع اللعب، وتعدد بدايات الهجمات، وبالضغط المذهل، وبمهارات وفيرة بالفريق، فريتز، جمال موسيالا، كروس، كيميش، فولكروج، كاي هافيرتز، تشان. 
وهذا بينما تسأل صحف إنجلترا: «هل يملك منتخب الأسود الثلاثة لاعباً موهوباً مثل بيلينجهام؟»، وذلك بعد الفوز الصعب على صربيا، حيث ما زال أداء المنتخب الذي يردد منذ أكثر من 150 عاماً أنه فريق الأساتذة الذين علموا العالم كرة القدم. ما زال بطيئاً عند الهجوم، بطيئاً في بناء الهجمة، غير مبتكر وغير مبدع، ولولا براعة ستونز، ومارك جويهي، دافعا بمهارة، ولولا بيلينجهام الملقب بمصارع الثيران في مدريد، لربما أثبت المنتخب الصربي أنه بحق أحد الجياد السوداء!
فاز بيلينجهام ففازت إنجلترا، هذا لا يمكن أن يمنح الإنجليز البطولة، ولا يكفي، ولأن كرة القدم أصبحت أكثر تعقيداً، باتت الحاجة إلى زيادة أعداد اللاعبين «اللعيبة» أصحاب المواهب والإبداعات والحلول، باتت ضرورة، مثلما باتت حتمياً توافر اللياقة والجهد البدني والقوة، والسرعات، وممارسة الضغط وسرعة استخلاص الكرة.
وأرجوكم ضعوا تلك الأساسيات نصب أعينكم، فالفريق الذي لا يملك ذلك ستظل مبارياته صعبة، وانتصاراته صعبة، فلم تعد التقليدية كافية، ولم تعد خطط وتكتيكات الكتب كافية، ولا ينتصر فريق لا يبادر.
ولا يمكن أن يبادر فريق وهو لا يملك أسلحة، تذكروا ذلك، وتذكروا أيضاً أن الفرق الأقل من منتخبات القمة، حين تلعب في تلك المستويات العالية، عليها الابتكار في أساليب الدفاع، وقد فعلها منتخب المغرب في كأس العالم، فعلى سبيل المثال ترك إسبانيا تمرر الكرة 1050 مرة «يا له من رقم، فالفريق الذي يمرر 600 تمريرة يعد أسداً»، وفي النهاية أطاح أسود أطلس بمصارعي الثيران.
أطالب هنا المدربين بمراجعة أسلوب دفاع المغرب أمام إسبانيا، في مونديال 2022، وهذا سيكون أفضل كثيراً بدلاً من التهليل للنتيجة (الفوز 3-صفر بركلات الترجيح)، وهي النتيجة التي تحققت بالأساس لبراعة المدرب ولاعبيه في تكتيك الدفاع، وهو ما رأيته درساً فائق الجودة للمنتخبات العربية في المستويات الدولية الكبرى.
المنتخبات المميزة في الأيام الثلاثة الأولى لكأس أوروبا، هي بالترتيب ألمانيا، إسبانيا، سويسرا، كرواتيا، إيطاليا، صربيا، ألبانيا، المجر، التي كانت مرشحة ضمن فريق الخيول السوداء، لمجرد أنها لم تُهزم في التصفيات، ويدهشني أحياناً هذا الخلط بين الأرقام المحققة في مستويات أقل من المستويات الأعلى.
** أسئلة المحاضرة الأوروبية: من يفوز باللقب؟ ماهو الفريق، الحصان الأسود؟ ما هو الفريق الذي سيكون مفاجأة البطولة؟ من هو نجم يورو 2024؟ من سيكون الهداف؟، تبدو تلك الأسئلة من دون إجابات سوى في قلب فنجان!