هناك في جنوب شرق باراجواي على ملعب أنطونيو أرانادا انطلقت تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026 في سبتمبر 2023، وعلى مدى أربع سنوات ستدور منافسات المونديال الذي سيقام في ثلاث دول ويشهد 104 مباريات، وسوف أكرر سؤالي: ما هو حلم الكرة العربية؟ هل الحلم هو التأهل فقط للنهائيات، أم أن طموحنا تغير ولو قليلاً، خاصة بعد تجربة منتخب المغرب أسود أطلس في كأس العالم 2022؟
أرى في الأفق ما بين 10 و17 منتخباً عربياً من أفريقيا وآسيا، يملك كل منها فرصة محتملة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وأعلم أن نظام التصفيات يحفظه الجميع، ولكن من المؤكد أن الطريق مازال طويلاً، ولأول مرة يبدو طريق منتخبات آسيا أشق من منتخبات أفريقيا التي سيتأهل منها مباشرة أول كل مجموعة إلى النهائيات، مع فرصة ثانية لأفضل 4 منتخبات للدخول للملحق العالمي، بينما في آسيا يتأهل 18 منتخباً للدور الثالث، وتأهلت بالفعل منتخبات الإمارات أستراليا، العراق، قطر، أوزبكستان، إيران، وسوف يصعد الأول والثاني من المجموعات الثلاث في الدور الثالث مباشرة إلى المونديال مع فرصة لمنتخب آخر يشارك في الملحق العالمي.
يواجه منتخب مصر يوم الخميس المقبل بوركينا فاسو، وهو منافس قوي، دخل دائرة فرق المقدمة منذ عام 1998، وينافسه غينيا، إلا أن المباراة ستكون اختباراً لحسام حسن كمدير فني لمنتخب مصر، وكذلك سوف تكون المباراة التالية مع غينيا، فهو تسلم الفريق متصدراً مجموعته بالعلامة الكاملة، ولن يقبل شارع الكرة المصرية بغير الصدارة التي تطير بالفريق إلى النهائيات مباشرة، والأمر نفسه بالنسبة للأبيض الذي يواجه نيبال في اليوم نفسه، وهو يتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة 12 نقطة، ويلاحقه منتخب البحرين المرشح للتأهل مع الأبيض. أحرزت أندية العين والأهلي والزمالك بطولات آسيا وأفريقيا، فهل يكون لهذا الإنجاز أثره الإيجابي على منتخبي مصر والإمارات؟
لا توجد قاعدة ثابته، إلا أن المنطق يقول إنه كلما كانت الأندية قوية والمسابقات المحلية قوية، يمكن أن ينعكس ذلك إيجاباً على المنتخبات، خاصة فيما يتعلق بالثقة، وبخبرة الفوز واللعب على البطولة، لكن يظل عدم وجود قاعدة من المحترفين في أوروبا نقطة ضعف، وصحيح أن مصر تحظى بوجود مجموعة لابأس بها من المحترفين في القارة البيضاء، لكن «الأبيض» لا يملك مثل تلك القاعدة التي تمنح اللاعبين فرصاً لمزيد من خبرات التدريب، وحياة المحترفين، بما فيها من قيود لا يسمح بتجاوزها.
سوف تحظى الكرة العربية بوجود عدد لابأس به من المنتخبات في المونديال القادم، وسوف نحتفل - إن شاء الله - بالتأهل، لكن أرجوكم فكروا ماذا بعد التأهل؟ كيف نواجه منتخبات أوروبا وأميركا اللاتينية والشمالية؟ كيف نلعب كرة القدم التي نريدها؟
أسمع الآن من يرد: دعنا نتأهل أولاً ولا تضع العربة أمام الحصان، فبعد الوصول لكأس العالم سنضع خطط إعداد تحقق لنا المستوى الذي نريده في أكبر حدث رياضي عالمي؟
** منذ الطفولة وأحلامها أسمع أنا أيضاً هذا الرد..!