هو اليوم الذي شهد تتويج العين بلقب بطل آسيا 2024، للمرة الثانية، وهو اليوم الذي توج فيه الأهلي باللقب رقم 12 في دوري أبطال أفريقيا وفي المباراتين اتجهت المشاعر إلى استاد هزاع بن زايد في العين واستاد القاهرة، مع الدعاء بأن يخرج هذا الحشد الجماهيري في العين والقاهرة سعيداً ومحتفلاً. فمن لا يحب السعادة للناس؟
إن كرة القدم تمنح جماهيرها تلك السعادة، خاصة في المباريات ذات الطابع القاري أو الدولي، فالانتصار في أشرف الحروب يمس كبرياء الأمم، خاصة مع وجود فوارق بين مستوى المنافسات المحلية وبين مستوى المنافسات القارية. ففي أفريقيا لعب الأهلي بجهد بدني مضاعف، وفي آسيا لعب العين بجهد بدني مضاعف، والفريقان لعبا بشجاعة ونضال، وقد كان الحضور الجماهيري المشبع بحلم الانتصار، هو الوقود الذي منح اللاعبين طاقة إيجابية بالقتال على كل كرة وعدم التفريط في أي كرة.. وتلك الطاقة عوضت أي نقص في اللياقة.
نجمان أراهما مفتاح فوز العين باللقب الآسيوي، وهما سفيان رحيمي وخالد عيسى، وقد كان النجم المغربي سفيان رحيمي يبدو مثل طائرة مقاتلة من نوع F35 فسلاحه هو سرعة الانطلاق والانقضاض، وانظر كيف كان سفيان يمر من المنافسين، إنه يلقي بالكرة من جانبهم، ومن خلفهم، ومن تحت أقدامهم، ثم يجري ويسيطر عليها، بينما منافسوه يجرون خلفه، يطاردونه، ترى هل أجرى كريسبو قياساً لسرعة رحيمي في المائة متر عدواً؟
أما خالد عيسى، فكان بطلاً في الذود عن مرمى العين، وله تصديات رائعة في رحلة الفريق نحو اللقب، إنه فهد المرمى بسرعة رد فعله، وبالطبع لم يحقق العين لقبه بالجهد الفردي، فهناك الجهد الجماعي من جانب زملاء الفريق، بالمهام الدفاعية والتحركات وصناعة المساحات، وبتمريراتهم الطويلة إلى رحيمي وهم واثقون أنه لن يرحم منافساً.
طريق العين لم يكن سهلاً، فقد تجاوز النصر والهلال عملاقي الكرة السعودية بكل ما يضمان من خبرات محترفة أجنبية، ثم هزم يوكوهاما الياباني.
عندما تقدم العين في اليابان على يوكوهاما، ثم تعادل صاحب الأرض وتقدم بعدها بهدف، بدت مباراة العودة شديدة الصعوبة، إلا أن فريق العين قدم واحدة من أفضل مبارياته منذ سنوات قياساً بدرجة أهمية اللقاء واللقب، لدرجة أن لاعبيه بدوا كأنهم يمرحون ويضحكون ويلعبون وسط الأهازيج والهتافات والحناجر التي تشدو بالفريق.
مبروك، ألف مبروك للعين وللأهلي والزمالك أيضاً، لكن كيف يستفيد منتخب الإمارات من انتصار العين وتتويجه بلقب آسيا؟ وكيف يستفيد منتخب مصر بفوز الأهلي والزمالك ببطولتي أفريقيا هذا الموسم؟ كيف تفتح تلك الانتصارات أبواب المرور إلى نهائيات كأس العالم القادمة أمام المنتخبين؟
** الإجابة: البداية بما زرعته الألقاب في نفوس اللاعبين من ثقة وقدرات كامنة وممكنة، وبما تأكد من دور الدعم الجماهيري وأهميته في بث الشجاعة والنضال والروح القتالية على كل كرة وأي كرة.