عندما تفكر أي مؤسسة أو دائرة في تكريم المنتمين لها في النشاط الذي تعمل عليه وتسعى لأن ينمو ويتطور ويصبح مثالاً للأعمال الجميلة التي تخدم البلد والناس والمستقبل، فإنها بالتأكيد سوف تهتم بالبذور أو النواة التي أنتجت ذلك النجاح والتقدم والإبداع في العمل.
ولو حددنا مجال الكتابة مثلاً، وعزمت مؤسسة مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن تحدد يوماً لتكريم الكاتب الإماراتي، فما الذي يمكن أن تفعله هذه المؤسسة لتكريم الكاتب الإماراتي بعد أكثر من خمسين سنة من قيام دولة الإمارات، وظهور الأقلام الإماراتية في مجال الثقافة والكتابة والإعلام، بالتأكيد لا بد أن توضع أسساً ونظاماً يسير عليه من يأتي بعدها. وأن تجعل لتلك المناسبة شروطاً وقانوناً ونماذج لطريقة التكريم، وأن يكون منهجها واضحاً وسليماً في خدمة المجتمع والثقافة، وعوناً دائماً في الدفاع عن القضايا الوطنية، ويداً من أيادي البناء والعمل والتطور الذي يسعى إليه الوطن. وكذلك بناء أرضية قوية وواضحة للمجتمع في مجال الثقافة، تحكمها قوانين ونظم ولوائح درست بعناية ولا تخضع لكل إدارة جاءت بهذه المؤسسة، وأعني اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، خاصة وأنها مؤسسة ديمقراطية، كل إداراتها جاءت ومنذ التأسيس وحتى الآن بطرق صحيحة وانتخابات واضحة وحرة، نالت رضا الجمعية العمومية، وهذا شيء جميل في الإمارات.
من وجهة نظري ليس مهماً الصعود أو خفوت الأنشطة وإنتاجية الإدارات التي توالت على اتحاد الكتاب، المهم أن الأخوة جميعاً الذين وصلوا إلى الإدارة قد حافظوا على ديمقراطية الانتخاب والتصويت، حتى وإن حصل في بعض الإدارات بعض التعديل في قوانين ولوائح الاتحاد، فإن الجمعية العمومية قادرة على نقدها وإعادتها إلى المسار الصحيح.
نقول هذا ونذكر به، بحيث عندما تنوي تلك المؤسسة/ اتحاد الكتاب، أن يكرم الكاتب الإماراتي، فيجب أن تضع شروطاً وبنوداً لا تخضع لتقدير ورأي الإدارة وحدها، ولا بد أن يشاركها بعض من أعضاء الجمعية العمومية ممن يجد أن لديه أفكاراً جديدة لكيفية التكريم، وأظن أن هناك خمس نقاط مهمة في حالة الرغبة في تكريم الكاتب الإماراتي وتنفيذ الاحتفالية: أولاً لا بد أن يبدأ التكريم بمن رحلوا وخدموا الثقافة والكتابة في الإمارات. ثانياً الكتاب الأوائل الذين أثروا الثقافة والصحافة والإعلام الهادف البناء. ثالثاً تكريم شخص من كل مجال ثقافي أو معرفي، كل عام وخاصة الذين خدموا الاتحاد منذ تأسيسه. رابعاً إعادة طباعة بعض الكتب للقدامى من الذين دعموا الاتحاد وشاركوا في أنشطته وبرامجه. خامساً تكريم القدامى من الإخوة العرب الأعضاء في الاتحاد والمساهمين في الأنشطة. أنا على يقين بأن الإخوة في اتحاد الكتاب لن يختلفوا عنا في هذا الطرح.