«البريميرليج» يبدو كأنه مزيج من سباقات الخيل.. مزيج بين القدرة والتحمل، وقفز الحواجز والسرعة.. فكيف يتحكم الفارس في قدرة جواده ولياقته البدنية بشكل آمن خلال مسار السباق؟ وكيف ينجح الفارس والفرس في تجاوز الحواجز المركبة والصعبة؟ وكيف يجري أحياناً مسافة قصيرة، بأقصى سرعة؟ إنه مزيج مرهق وسباق مرهق وشديد الصعوبة.
هذا هو الدوري الإنجليزي الذي يشهد سباقاً مثيراً بين مانشستر سيتي، الذي يلتقي اليوم توتنهام، وبين أرسنال الذي هزم مانشستر يونايتد، بأسلوب لعب لم يقدمه في معظم مبارياته، حيث سجل هدفاً ودافع.
يحتاج السيتي للفوز اليوم، ثم الفوز في الأسبوع الأخير، ليتوج باللقب للمرة الرابعة على التوالي، وهو أمر حققته 4 فرق في تاريخ إنجلترا، مثل هيدرسفيلد في عشرينيات القرن الماضي، وأرسنال في ثلاثينيات القرن أيضاً، ثم ليفربول في الثمانينيات، ومانشستر يونايتد في عهد أليكس فيرجسون.
هل هناك حظ يمكن أن يسهم في تحديد البطل؟
قبل فترة أجاب جوارديولا عن السؤال حين قال: «أخبرني يوهان كرويف أنه لا يوجد حظ في كرة القدم». وبعد خسارة باريس سان جيرمان أمام بروسيا دورتموند، وبعد أن حالت القوائم والعارضة دون إصابة مرمى الفريق الألماني 6 مرات، في مباراتي الذهاب والعودة، قال كيليان مبابي: «لا يوجد حظ سيئ، لو كنا سددنا بدقة، لكنا أصبنا مرمى دورتموند».
في الكرة العربية، تعلو قيمة الحظ أحياناً، وغيره من عوامل تؤثر على نتائج فرقنا، أو هكذا نظن ونرى ونفسر! الفارق واضح طبعاً، فقد توج جوارديولا كأحسن مدرب في القرن الحادي والعشرين، وهو ضمن قائمة الأفضل في تاريخ كرة القدم، ودخل مانشستر سيتي قائمة الفرق الأكثر شعبية في العالم مع ريال مدريد وبرشلونة، ويونايتد وبايرن ميونيخ، وهي القائمة التي تقدم الانتصارات والبطولات والمتعة، وإن اختلفت درجات القوة وأسبابها وفترات تلك القوة. ريال مدريد مثلاً يعرف طريقه دائماً، والسيتي سيد الاستحواذ، وفلسفته معروفة، امتلك الكرة واحرم منافسك منها، وهو يمتلك مجموعة مواهب ومهارات، تجيد اللعب تحت الضغوط وصناعة المساحات في أضيق المساحات، وهم لاعبون يلعبون بهدوء وبفطرة وتلقائية واستمتاع، وليس سهلاً أن تعرف، كمنافس، من أين سيأتي الهجوم وعن طريق من؟ ترى من فيل فودين، أو برنادو سيلفا وجيريليش أم دى بروين، ورودري، أم من هالاند وجوليان ألفاريز، وجيرمي دوكو، أم من جفارديول وكايل ووكر؟
لن تجد فريقاً يملك كل هذا العدد من اللاعبين الذين يملكون قدرات هجومية ويدخلون منطقة جزاء المنافس أو مواقعه الدفاعية، وهذا أحد أهم أسرار مانشستر سيتي، لكن التي تجبّ ما قبلها أحياناً، لا تضمن أسرار السيتي وأسلحته جميعها حسم اللقب الرابع على التوالي هذا الموسم، ففي كرة القدم دراما وسيناريوهات لا يمكن تخيلها.
** الخطوة الأولى أمام مانشستر سيتي وجوارديولا الفوز اليوم، وتبقى الخطوة الأخيرة يوم السبت الممتاز، وتذكر أن سباق «البريميرليج» خالٍ من «الحظ اللذيذ الشهير في كرتنا»!