في الإمارات وعلى أرض دانة الدنيا، وقف النوابغ بين أيدٍ أمينة، يتلقون جائزة النبوغ والتفوق، محتفى بهم على أرض كرمها الله بقيادة تسرد قصة الحياة بقصيدة شعر، وتجود في الذهاب إلى الأعلى على صهوة الخيل المسومة، وتمضي في الدنى مكللة بالمشاريع المذهلة، والإنجازات التي تمنح الإمارات الامتياز دوماً في مختلف المجالات، والميادين، وعندما نتكلم عن الثقافة، ففي هذا الوطن رصيد وافر من المكتسبات الثقافية التي ترصع صدر الوطن، بقلائد الجمال، والإبداع الجميل.
لقد مرت عهود وعقود، والعالم العربي يطفح بعرق التقهقر متنائياً عن ركب الحضارة الإنسانية لأسباب جمة، أهمها الإغراق في سموم الشعارات الباهتة، وترك الأولويات تذهب أدراج الرياح، واليوم تنهض الإمارات بالعقل العربي وتأخذ بيد المبدعين والملهمين والنوابغ؛ لأنها تعي تماماً أن الحياة لا تزدهر إلا بمصابيح النبوغ، ولا تزهر إلى بنبوع المتميزين، ولا يصفو النشيد إلا بهؤلاء الذين يزخرفون حياتنا، بجميل الإبداع، وسؤدد الأفكار والتي هي سر البناء الحضاري، وهي قلعته، وهي شامته، وهي علامته، وهي قامته.
اليوم الإمارات تنهض بهذا المنجز، وتعتني بأصحاب العقول النيرة والملكات الخارقة؛ لأن هؤلاء هم الركيزة لأي مشروع حضاري ناهض وراقٍ وذي رونق براق، يقدم للأمة قناديل تضيء لها الطريق نحو غايات ورايات وساريات، قمتها في قلب السماء وجذرها في باطن الأرض.
شعوب العالم المعاصر تتنافس في الوصول إلى قمة الشجرة الإبداعية، في مختلف الأصعدة ولا مجال للانتظار أو التمهل أو الاتكاء على مساند الغير، فمن يصمت ويغمض عينيه ثم ينام، أن يدق أحد له الأجراس، بل سيترك على فراش النوم إلى يوم يبعثون وسوف تمر عليه القوافل وتصد عنه ولن يرفع رأساً إلا بعد فوات الأوان.
هكذا تفهم قيادتنا الرشيدة المعادلة الصعبة، وهكذا تفسرها، وهكذا تحللها، وهكذا تبذل كل الجهد لا من أجل المواكبة بل من أجل نيل شهادة الامتياز، والاستثنائية في تحقيق الأهداف المختلفة، وفي جميع الميادين؛ لأن الرؤية واضحة، وصريحة، والهدف ناصع نصوع الشمس، والحلم يفتح أفقه بكل صرامة وجدية.
تكريم النوابغ، هو تكريم للعقل، وهو احتفاء بالحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لأنه لا معنى للحياة من غير الإشارة بالبنان، إلى أن هناك عقلاً يجب التوقف عنده، وتأمله، والنظر إلى ما يقدمه هذا العقل من مفردات تعين الإنسانية على تحمل العبء الثقيل، في هذه الحياة، تكريم العقل، هو تكريم للإنسان الذي يقول عنه الفلاسفة، (الإنسان محور الكون).
إذاً فلا بد من احترام هذا المحور، لأنه نقطة الارتكاز؛ ولأنه مهد الانطلاق إلى حياة ثرية بمعاني التفوق، والفرح، والنجاح.
شكراً، شكراً للذين يكرمون العقل، ويضعونه عند هامات النجوم، شكراً لقيادتنا الرشيدة، وشكراً للمبدعين من أبناء هذه الأمة، الذين هم المصابيح التي تضيء الطريق أمامنا، وهم الأجراس التي ترفع أصوات الوعي في نواصينا.