كل شيء·· كل شيء ينتهي -ولا استثناء في ذلك- عندما يفقِد الاعتناء به؛ ولا أرى في الثقة باستمرار الأحوال إلا سذاجة تعيب صاحبها، ونهاية مبكرة لما وثق فيه؛ مهما بلغ جمال ما أمامك لا تقنع بأنه سيظل كذلك للأبد بدون اعتناء· وهذه الأخيرة فن لا يجيده إلا من تأكد بمُحال الدَوام· علاقاتنا التي جمعناها أثناء رحلة العمر الطويل، علينا أن نجيد الاعتناء بها لكي لا تسقط في غفلة منا، فنكتشف أن الأشخاص الذين رسمنا معهم خطوط حياتنا يذوبون، فلا تبقى سوى صورهم الباهتة المتقطعة في ألبوم العمر؛ المحزن هنا أن تلك الصور تقابلها مساحات باهتة في شريط حياتنا· ولكن كيف تصنع عندما يصر شريكك أن يقابل كل اعتناءاتك الخاصة بدون مقابل وبثقة ساذجة كونها ستبقى لباقي العمر؟! وقتها لابد أن تتوقف، قبل أن يحترق شريط عمرك بأكمله· ؟؟؟ كمسافر بلاهدف، يحمل حقيبة مليئة بذكريات خاوية، وأوراق مكتوبة بحبر أبيض، وانتصارات لم يخض حروبها،، حال قلب لم يعرف الحب؛ باغتتني صديقة بقولها: لماذا يتأخرون كثيرا لكي يعشقوا؟ لم أفكر في أمر كهذا من قبل، كما أني لست على ثقة بصحة تصورها؛ وكل ما خطر في بالي تلك اللحظة الرئيس الفرنسي ''ساركوزي'' وقد أمسك بيد حبيبته ''كارلا'' -قبل أن يتزوجها بالطبع- وهو يقول لها: ''لم أعرف العشق قبل أن أراكِ''·· يبدو أنها الجملة التي يستخدمها الجميع في أي مرة يدخلون فيها تجربة عشق جديدة، والتي بالتأكيد كانت أهم جملة قالها لسيدة ''الإليزيه'' السابقة ''سيسيليا'' قبل أن يرتبط بها؛ ولعل في هذا ردا على سؤال صديقتي، إنهم لا يتأخرون، فهم كذلك دائما؛ كما أنهم أيضا لا يكذبون، فهذا فعلا حالهم· ؟؟؟ إنه مختلف·· سأبدأ معكم بوصفه عندما يغيب، عندما يدير ظهره راحلا، يسحب معه كل النجوم بل وحتى الأقمار والشموس، يبقى الكوكب على كتفيه ينتظر لفتة منه، عله يأذن بعودة الأنوار؛ أما في حضوره، فيغيب كل الحضور·· ويبقى وحده سيد الزمان القادم من قرون بعيدة سكنها الأمراء والسلاطين·