- قد تتهشمُ المرايا نعم، وقد يتناثر زجاجها ويدوسه الراحلون والآتون، لكن تظل شظاياها تعكس لحظةً ما من هذا الزمن الذي يتعطّل كل يوم مثل عربة قديمة، ولا بد من دفعها بقوة لتسير من جديد.
- يقف العاشقُ على الجسر حاملاً رسائله الغرامية وهو يبكي. لا أحد يلتفت إليه سوى أسماك النهر، تتجمهر بانتظار أن ينثر غيومه على صفحة الماء.
- قال لي شاعرٌ كان يكحل عينيه بقلم: الشعراء جميعهم أصدقاء القمر. وعندما رفعت رأسي للسماء، ابتسمت لي النجمة الحائرة، وغمز لي كوكب الحب.
- الزمن في حقيقته ليس مجرد عجلة تدور إلى ما لا نهاية، بل هو أنت. نعم، أنت الزمان والمكان. فإن أغمضت عينيك عنهما، يتلاشيان، ولا يبقى من الوجود سوى ذكراه في ذاكرتك.
- يحق لكل فردٍ أن يحلم. ويحق لي أن أزرع مليون شمعة من بيتي إلى بيتها. ولا يهمني لو احترقت أفواه الثعالب حين تقتفي أثري في الطريق.
- بدلاً من الوردة، حملت حجراً، وطرقت به على الباب الموصد في وجهي منذ الطفولة. الباب الذي أريد أن أعبر منه حراً لاكتشاف اللانهاية.
- هناك علاقة ما أمومية بين الريح والجبل. كأنهما في لحظة ما الأم والأب، وأنا في السفح طفل، ألاحق الغزالة والذئب يرمقني ويضحك، والأفعى تتحين اقترابي من لدغها.
- لأنني ابن صحراء، أخرج لأمشي تحت المطر. فلربما يستيقظ العشب الجاف في رأسي وأولدُ، ولربما تنبت الفكرة العطشانة في الحلق وتصير كلمة. لذلك لا يحق لأحد أن يسألني: لماذا لا تحمل المظلة، ولماذا تمشي حافياً في مستنقعات الطين.
- الأفق البعيد هو شاشة الوجود. هو سينما الدهر، وفيلم الأبدية الصامت. افتح كراساً واكتب كلمة (البداية) في الصفحة الأخيرة. وانظر كيف سيأسرك المعنى المفتوح على المعنى. وكأنك هنا تمد رأسك من فتحة نافذة هي في الحقيقة مقصلة.
- دربت طفلي على كرة القدم، فركلني في الرأس أثناء نومي. ثم علمته الرماية، فصرت هدفاً لسهامه الطائشة. وحين دخلنا البحر معاً أدركت أن لحظة غرقي هي لحظة نجاته.