شبان وشابات، وأطفال، يرفلون بسندس وإستبرق الأيام المباركة، وهي تحمل عطر «عيد الاتحاد»، وفي الطيات تكمن الذاكرة المفعمة بصور ومشاهد، وأناشيد تملأ جعبة الوطن، كما تفيض من وجدان أشبال وزهرات، وعلى الوجوه تلمح بريق الفرحة، والدر النضيد يلمع ببياض السريرة، والوجنات ترتل آيات البراءة، وعفوية المعطى، والوطن .. الوطن يثري الحناجر بشدو، وشذا، الوطن يطوّق الأعناق بقلائد اليوم التاريخي، اليوم الذي انبثقت فيه الشمس، ترخي أهداب الذهب على التراب الغالي، والقمر كان يرفع النشيد عالياً، مصدحاً، والطير يصفق، بأجنحة الفرح، والشجر يتمايل طرباً، لمناسبة غيّرت وجه التاريخ، ورسمت للجغرافيا صورة وطن مد للمدى شراعاً، واستمد قوته من اتحاد جمع النجوم السبع على كفة أرض مناها الله بقيادة جعلت من الأمنيات واقعاً، ومن الطموحات حقيقة، ومن التطلعات طيفاً يداعب رموش الحرائر، كما يحرض الرجال الأوفياء على مزيد من العطاء، مزيد من سرد الحكاية لصغار ما فتئوا يسألون عن هذا وذاك اليوم، وكيف تمت القصة، ومن كان بطلها، والإجابة أن البطل قائد فذ، امتلك زمام القصيدة، كما ملك الحب فؤاده لوطن عند سواحله توشوش الموجة باسم اتحاد الإمارات، وفوق الجبال، يغرد الطير مبتهجاً، لهذه الأيقونة التاريخية، ولهذا الفذ الجهبذ الذي أعطى من تعبه وسهره، وقدّم الجهد الجهيد لأن يرتفع علَم الإمارات المتحدة عالياً، كأنه النسر يقارع النجوم علواً، ويتماهى والسماء بهاء، كل ذلك حدث، ولأن الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أيقن أنه لا سبيل للبقاء والنهوض سوى وحدة أعضاء الجسد الواحد، وكان، طيب الله ثراه، على ثقة من أن الوطن هو الإنسان، ولا وطن من دون إنسان يحمل في داخله حب التراب، وعشق الماء والطير والشجر، والانتماء إلى كل ذلك يحتاج إلى الوعي، وقد ساندت الدولة الاتحادية إنسانها بكل المتطلبات حتى أصبح المواطن اليوم الكلمة الفصل في صناعة المستقبل، وتهيئة الحياة، وترويض عقباتها، لتصير هي الخيل والمرعى هو ذلك المعطى الطبيعي، معززاً بقدرات إنسان أحب أن يكون في قلب الاستثنائية، الطوق، والطريق، والنطاق، والمنطق.
بهذه المسلمات انطلقت الإمارات، برؤية وافية وكافية من المؤسسين رفاق درب المؤسس، وتستمر القافلة، تقطف من ثنيات المجد، تنهل من نبوع الخير، متكئة على إرادة النبلاء من قادة هذا البلد، والذي منّ الله عليه بقيادة تتلمس حاجة الوطن من عيون أبنائه، فتحقق المبتغى، وتنجز المشاريع العملاقة بهمة وعزيمة وإرادة عشاق التفوق من الأبناء، والذين يخرجون من بيضة الآمال العريضة، ليروا الحياة أمامهم ممهدة بحرير المعطيات، مكسوة بخيرات الوطن، وعطاء قيادته الرشيدة.
عيدنا، عيد العالم أجمع، لأن الإمارات لم تقف بمعزل عن العالم، سواء في أفراحه، أم أتراحه، فهي حاضرة بإمكاناتها، وعطائها الجزيل، إيماناً من قيادتنا أن الخير إذا عمّ، ملكت أُمنا الأرض زمام قوتها وبقائها، وصيرورة عطائها.