من يعتقد أن العمل في الرياضة سهل ويسير وعادي، ويعتبره تسلية ومضيعة للوقت، فهو لا يدرك الواقع، ولا يعرف حقيقة هذه المهمة الشائكة التي يتخللها الكثير من الضغوطات، والأخطاء التي ربما لا ذنب لك فيها، ولكن عليك تحمل وزرها، هذا ما يقوله من تعاملت معهم، ويشهد لهم الغالبية أنهم يفهمون الرياضة، ويعتبرون من أبنائها.. فما بالك بمن لا يفهم ولا يتحمل ولا يعتبر رياضياً حقيقياً.. يا ترى ماذا سيقول!
هناك مسؤولون في رياضتنا حين يخسر الفريق، وتنهار النتائج، وتتراجع اللعبة، ويختل التوازن، ونمر بمنعطفات صعبة، وهو صامد و«بارد».. لا تراه إلا مبتسماً مهما كانت الكارثة.. الخسارة بالنسبة له محاولة «لم نوفق فيها»، وكل نكسة يتفنن في تبريرها، وكأن قوته تكمن فقط في طريقة امتصاص الغضب، وتسويف الحجج، والاستمرار في نشر الابتسامة، وتصوير «السيلفي»، وتغيير «السالفة»، وليس في التخطيط للنجاح وكسب التحديات!
المشكلة إدراكه أن دخوله هذا المجال بات بمثابة ورطة، ويعلم أن الناس اكتشفت أنه مجرد «مقلب».. ولكن لا مناص أمامه سوى أن يكمل الدرب، فهو يهتم بالتفاصيل، حتى لو هدم المعبد على رؤوس الجميع!
وهناك مسؤولون حين كانوا في مناصب متوسطة، لا تجد من هو أطيب منهم.. يلهث خلف الظهور ولا يدع إعلامياً إلا ويشعره أنه الصديق الأقرب إلى قلبه، وحين ارتفع قليلاً.. ينقلب إلى رجل حساس و«زعول» وصاحب «بريستيج»، يشعرك في لحظة بأن الاتحاد أو الجهة التي يديرها قد ورثها من «مال» والده.. فحين تنتقد عمله يقطع عنك «مسجات» العيد ورمضان، وحتى «جمعة مباركة» لا يرسل لك.. ولا يترك أحداً يصادفه إلا ويشتكي على منتقديه، وعلى مؤامراتهم للإطاحة به!
وكأن الدنيا يجب أن تتسخر لخدمته وبهرجة إنجازاته، والتي لو تجمعها، مقارنةً بوعوده ودراساته وخططه، لن تتعدى عشرة أسطر أو ربما أقل، هو يعيش الضغوطات، ويعتقد أن النجاح بالنسبة له عدم الوقوع في الخطأ، وفي تقديم المبادرات الصورية، وبرمجة جدول المباريات!
ما ذكرته هما مجرد شخصيتين من نسج الخيال.. ولا أقصد فيه فلاناً أو فلتاناً، ولكن بالطبع أصحاب «البطحة» سيتفقدوها من على قمة رؤوسهم!
كلمة أخيرة
نحن متطوعون.. كان «ودي أصدق».. ولكن!