كلما لامستنا كلمات قصيدة عذبة، أو تناهت إلى مسامعنا أمثال شعبية تفيض حكمة، أو عادت إلى الأذهان أهازيج الماضي التي يرددها الأطفال اليوم، تجددت فرحتنا وتعمقت غبطتنا بإرث الإمارات الخالد، إنه إرث لا يعرف الزوال، ينتقل كما النسيم العليل من جيل إلى جيل، حاملاً معه عبق الأصالة وألق الاستدامة.
لقد استلهم الأوائل معارفهم من بيئتهم، ونسجوا من تفاصيل حياتهم اليومية دروساً خالدة، عرفوا أسرار السفر في البر والبحر، وتعلموا مواسم الصيد والزراعة والحصاد، وكيف يحولون القمح إلى خبز يقدمونه للضيف ويجتمعون حوله على موائد الكرم والعطاء، كانت بيئتهم سخية عليهم، فأغدقت عليهم المعارف والإلهام، وأثارت فيهم الشغف للمحافظة عليها؛ لتبقى نبضاً يتجدد في القلوب وأسلوب حياة خالداً.
الإماراتي، ابن هذه الأرض، يدرك أن هواء وطنه يحمل نكهة مختلفة، وأن جمال المكان يعكس روحه المتأصلة في جذور هذه البيئة، هذا الجمال المترف الذي ينساب من أعماق الروح إلى تفاصيل الحياة، يجعلنا نفكر بحِيرة: كيف نرد لهذا الوطن الجميل ولو جزءاً من جميله؟ كيف يمكن للكلمات أن تصف عظمة هذا العطاء؟.
للعارفين أقول، نتطلع إلى أن يكون عام 2025 عاماً يفيض بالعطاء والإبداع والجمال الذي لا يعرف نهاية، أن نكون فيه أكثر عطاءً وجهداً لما يحقق رؤية قيادتنا الرشيدة، مستلهمين منها ومن بيئتنا قيم التسامح والإنسانية، الإمارات ستبقى نموذجاً عالمياً للسلام والأمان، ومثالاً يُحتذى به في البناء الحضاري، الذي لا يعرف حدوداً للإنسانية.