المال السايب في الكعكة
وصلني الخبر من خدمة الاتحاد بلاك بيري مرفقا بتعليق طريف: «فيلم أميركي: شرطة أمن مطار أبوظبي تلقي القبض على خادمة سرقت مجوهرات كفيلتها»!
خبر يبدو عادياً لولا أن الخادمة المعنية رسمت خطة هوليوودية، والكفيلة صاحبة العلاقة بدت طيبة «أكثر من اللازم» عندما لم تتعامل مع أكاذيب الخادمة بالريبة والشك.
هذه القصة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في قصص سرقات الخادمات، وهؤلاء السيدات القادمات من مجاهل آسيا البعيدة، يأتين بدافع الفقر والحاجة والعوز، والرغبة في الثراء السريع، تجبرهم الغربة والتعب والرغبة في العودة إلى البحث عن «المال السايب» لسرقته والثراء من ورائه.
مستوى الفقر الذي تعيشه الخادمات في بلدانهن ينسين المبادئ الأخلاقية بمجرد أن يرين المال متروكا هنا وهناك.
في قصص الخادمات مع السرقة أعاجيب وغرائب، ولمحترفات هذه الجريمة أساليب كثيرة لتهريب الأموال، تبدأ من مسألة بيع «راشن» البيت من أرز وسكر وزيت لصاحب البقالة، ولا تنتهي بتفريغ قشر البيض وحشوه بالمجوهرات المسروقة ثم إعادة سلقه، أو أن تصمم على صنع «كعكة» تأخذها لأبنائها وهي مسافرة، مثلما فعلت خادمة جيراننا ونسيت الكعكة في البيت، وأخذت تبكي وتولول طوال الطريق إلى المطار فاشترى لها كفيلها «كعكة» بديلة من المخبز ليرضيها وهي مستمرة في البكاء إلى أن أوصلها كفيلها المطار، وحين عاد الرجل طلب من العيال إحضار الكعكة المنسية «ليتقهوى» بها ويتفاجأ بمجوهرات زوجته كحشوة للكعكة!
صنفت آخر احصائية لشرطة أبوظبي المسروقات التي ارتكبها خدم المساكن إلى مالية بنسبة 37 % وعينية 33%، مضيفا أن المجوهرات هي الأكثر استهدافا للسرقة بين جميع أنواع السرقات بنسبة 50 %، تليها الهواتف المتحركة 12%، والأدوات المنزلية وساعات اليد 9% لكل منهما.
وارتكبت سرقات الخدم كلها بأسلوبين هما: الفتح دون كسر بنسبة 86%، والكسر 14%.
وأرجعت الدراسة أسباب سرقات المنازل إلى إهمال أصحابها بعدم حفظ ممتلكاتهم وحمايتها بطرق آمنة، وهي بنسبة 33% وسوء معاملة الكفيل للخدم 25%، والثقة الزائدة 14%، وهذا ما يدل على عدم حرص الكفلاء على حماية أنفسهم.
الخادمة عنصر تضيفه إلى أسرتك، يجب الحرص على اختيارها، والنظر إلى سجل العمل الذي تقدمه لك، ويمكن التواصل مع كفيلها السابق (لو كان من نفس الدولة) لمعرفة أخلاقياتها، والحرص على ابعاد الأشياء الثمينة عن متناول يدها، عبر حفظ المجوهرات بعيدا عن عينيها، والمحافظة على اغلاق أبواب الغرف وعدم السماح للخادمة بتنظيف الغرف منفردة، والتواصل السريع مع الشرطة في حالة الشك بأمانة الخادمة وسلوكها، أو عند هروبها من البيت.