لست من عشاق برشلونة ولا أميل له ربما بسبب انتمائي لكل ما هو ملكي، ولكن هذا لا يجعلني أنكر أننا نعيش عصر “البارسا”، لأن ما يقدمه الفريق في هذه الأيام لا يمت بصلة لكرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللياقة البدنية والقوة، وإنما يقدم كرة قدم تنتمي للزمن الجميل الذي طوته صفحات النسيان. نشاهده على شاشات التلفزيون وهو ينثر إبداعاته في “الليجا” والبطولات الأوروبية ونحاول نحن المشككين في هذا الفريق أن نقلل مما يقدمه وندعي أن الصورة تكون أجمل على الشاشة، فجاء إلى هنا لكي يقنعنا أنه يملك ما هو أفضل فقدم لنا درس في كرة القدم. أشفقت على لاعبي فريق أتلانتا المكسيكي الذين كانوا بلا حول ولا قوة أمام سطوة وجبروت الكتالونيين، وكان منظرهم أشبه بمجموعة من الأطفال يحاولون مصارعة عمالقة يفوقونهم في الحجم والقوة وأي فريق آخر في نفس الموقف سيكون مثيراً للشفقة طالما نحن نعيش عصر “البارسا”. اعتقدت أن ظاهرة القطب الواحد قد انتهت منذ زمن بعيد ولكن يبدو أنها ستعود من جديد بل قولوا أنها عادت، فمن يفكر في إزاحة الفريق الكتالوني عن قمة العالم فيجب أن يملك شجاعة لا توجد في هذا الزمان أو يكون مجنوناً. هل هناك سر فيما يقدمه برشلونة في اللعبة عندما نعلم أن مؤسسه هانس جامبر سويسري الجنسية؟ أعتقد أن السر يكمن في أن المؤسس كان يفكر في إقامة مصنع للشيكولاته السويسرية وعندما انتهى البناء ظهر برشلونة. العرض الذي قدمه الفريق في أبوظبي خلال مباراته في نصف النهائي والألعاب السحرية التي يقومون بها ذكرتني بفريق هارلم الشهير لكرة السلة وكأنهم في عرض يمتعون فيه أنفسهم قبل إمتاع الحضور. عذراً يا عشاق الريال الملكي فلم استطع أن أتعاطف معكم هذه المرة رغم أنني منكم ولكن ما شاهدته يفوق الوصف فنحن نعيش عصر “البارسا”، وعذراً يا برشلونة فلن أتمكن من حضور المباراة النهائية فمن اعتاد على مشاهدة الكرة الهابطة كل يوم لا يحتمل قلبه الضعيف مشاهدتكم مرتين في ثلاثة أيام. | ralzaabi@hotmail.com