هي فوضى !
* مثل هذه الأخبار لا يجب أن نعالجها في نهاية مقالاتنا·· بل يجب أن تأتي على السطح ويكون لها الأولوية حتى لو تسبب ذلك في فضيحة بجلاجل لأصحاب الشأن!
* والخبر الذي أقصده هو اعتداء ثلاثة لاعبين أشقاء على لاعب محترف هو أندرسون لاعب الشارقة البرازيلي!
* والأشقاء الثلاثة الذين اعتدوا عليه هم حسن أحمد وشقيقاه طارق وراشد خلال حصة تدريبية اعتيادية!
* أتفهم بالطبع أن تحدث مشكلة بين لاعب ولاعب رغم ان حدوث ذلك ليس مستحباً على الاطلاق·· لكنه أحياناً يحدث·· أما ان يحدث على النحو الذي صار في ملعب الشارقة، فذلك أمر لا يجب السكوت عنه ولا يجب أن تتم معالجته على طريقة ''الصلح خير''!
* نحن لسنا في غابة ولا نحن في أوائل القرن التاسع عشر ولا نحن بصدد المثل العربي المتخلف الذي يقول ''أنا وأخي على ابن عمي·· وأنا وابن عمي على الغريب''!!
* هذه الأمثال وهذه التصرفات تحدث في شريعة الغاب عند الأسد والقط·· ولا يجب ابداً ان تحدث عند بني البشر وفي ملعب لكرة القدم·· وفي ظل مفاهيم من الأولى ان تحكمها الروح الرياضية في المقام الأول!
* ما حدث تكتل هوجائي يصل الى حد ممارسة البلطجة في ملعب كرة قدم·· وحسنا فعل مدرب الفريق عندما ألغى التدريب ليس فقط بسبب عدم تطور الأمور·· بل بالتأكيد بسبب رفضه هذا الأسلوب وهذه الثقافة الكامنة في نفوس بعض لاعبينا تجاه اخوانهم اللاعبين الأجانب المحترفين!
* لا زلت أتذكر كلمات قالها المربي الفاضل العم أحمد الفردان وهو القطب الشرقاوي الكبير·· لقد قال ذات يوم دفاعاً عن اللاعبين الأجانب ''لا تعتدوا عليهم فأرزاقهم في أقدامهم''!
* لقد كان العم أحمد الإنسان يتحدث عن الظروف العادية التي تحكم لاعبا في مقابل لاعب وفي إطار تنافسي رياضي مشروع·· فيا ترى ما هو قوله الآن·· والأمر أخذ مساراً مختلفاً تماماً لا يرضاه أحد وبخاصة اذا تعلق بأحد اللاعبين الأجانب المحترفين والمخلصين والذي يدافع عن شعار ناديه بكل قوة في أي مباراة·
* ان منطق التكتل ومنطق العصبية أصبح لا ينسجم تماماً مع روح العصر الجديد وحرياته الذي تختفي فيه كل أشكال التفرقة وحجب الحقوق عن الآخر مهما كان عرقه وشكله ودينه·
* اذا كان ذلك أصبح مرفوضاً على وجه العموم في الحياة·· فهو بالتأكيد يكون مرفوضاً رفضاً باتاً في ملاعب كرة القدم بخاصة اذا كان الجميع عيال فريق واحد·
* ان الرائحة المتسربة من وراء هذا التهجم وهذا التكتل تفرض على إدارة الفريق التعامل بحزم ومعاقبة كل المخطئين مهما كانت مكانتهم بالفريق·
؟ ومن ملاعب التدريب التي تسود بعضها الفوضى الى التنافس الافريقي المحبب الى النفس في ربوع أفريقيا الصارخة بألوانها المبهجة وبأداء لاعبيها الأكثر بهجة·
؟ واذا كنا قد فرحنا من قلوبنا للمغاربة الذين دكوا حصون ناميبيا بالخمسة·· فإننا قد شعرنا بالأسف لتلك الاصابة التي اصابت النجم سفيان العلودي والتي سوف تبعده مباراتين على الأقل، وكأن العين قد أصابته بعد ''الهاتريك'' الجميل الذي دخل به التاريخ الأفريقي من أوسع الأبواب·
؟ ويلفت الانتباه ايضاً قوة المنتخب المصري ليس بترويضه أسود الكاميرون بأربعة أهداف وهو فوز مدهش·· ولكن أيضاً بهذا الأداء الراقي السلس الذي وضع الفراعنة الشبان في صدارة الفرق المرشحة لنيل اللقب الأفريقي الكبير·
؟ إن الهدف الرابع تحديداً والذي جاء في الشوط الثاني وفي عز زئير الأسود الكاميرونية المجروحة فيه دلالة على القدرة على الاستمرار·· وعمار يا مصر·