تتبارى جمعياتنا الخيرية في مختلف أنحاء الدولة على تقديم خدماتها الإنسانية والخيرية خلال أيام الشهر الكريم، ويعد شهر رمضان المبارك ذروة الموسم بالنسبة لها، حيث تتعدد وتتنوع هذه المشروعات من إفطار صائم إلى الصدقات وزكاة وكسوة العيد وكفالة الأيتام وبناء وترميم وصيانة المساجد، وهذه المشروعات تشمل المحتاجين إليها سواء داخل الدولة أو خارجها· وتحرص الجمعيات على أحاطة أنشطتها بتغطيات إعلامية واسعة في أطار تشجيعها للجمهور على التفاعل مع هذه البرامج وتجسيدا لمعاني التراحم والتكافل في شهر الخير· إلا أن أداء بعض الجمعيات وفاعلي الخير قد رافقه بعض الارتباك هذا العام ، خاصة في حجم تقدير المقبلين على خيم الافطار والاستفادة من برامج توزيع المير الرمضاني · فبعض الخيم تشهد حالة من التدافع بسبب العدد الكبير من الناس ، ومحدودية استيعاب هذه الخيمة · وفي أحايين كثيرة يقدم الاهالي في المنطقة المحيطة سجادا وكميات إضافية من الطعام للتخفيف من حدة الاكتظاظ عند هذه الخيام· وقبل يومين تتبعت قضية أسرة انتظرت الحصول على حصتها من '' المير الرمضاني '' الذي يوزعه الهلال الأحمر، وكيف اضطرت ربة الأسرة للتردد أكثر من مرة على المقر الرئيسي للجمعية في ابوظبي قادمة من المصفح، وفي المرة الأخيرة انتظرت من الثامنة مساء وحتى منتصف الليل· وقد اتصلت من جانبي بالهيئة للتأكد، فعرفت أن الارتباك الذي صاحب التوزيع هذا العام مرده انتقال الجمعية إلى مقر جديد، وأن الشهر قد فأجا الجميع!!· رغم ان فرع الهيئة كان بإمكانهم الاستفادة من تجربة توزيع ''الكوبونات ''التي كانت قد بدأتها فروع الجمعية في الإمارات الشمالية، وهو مسلك حضاري راق يحفظ لهذه الأسر المحتاجة كرامتها ويرفع عنها الحرج· إذ يتيح لهذه الأسر إمكانية اختيار و تنويع ما تحتاج إليه من مواد غذائية سواء في هذا الشهر الكريم أو غيره من الشهور· خاصة وأن الأسر المحتاجة معروفة أعدادها ومسجلة لدى تلك الجمعيات· وحتى ما تخصصه لها من مبالغ نقدية يمكنها ترتيب صرفها مباشرة لها عن طريق المصارف بدلا من الحضور إلى مقار هذه الجمعيات، بذات الطريقة التي بدأت تتبعها وزارة الشؤون الاجتماعية، بعد أن كانت أيام صرف'' الشونة'' معاناة و أذى نفسي بسب الإجراءات المعقدة و تصرفات بعض الموظفين هناك· ونحن نحيي الجهود الطيبة الكبيرة التي يقوم بها العاملون في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، نتمنى ان يعمل المعنيون على تجاوز السلبيات التي ظهرت، ونحن نفترب من انتصاف الشهر الكريم، من اجل التخفيف على الصائمين، وكذلك مساعدة الأسر المتعففة على الحصول على ''مقاضي'' الشهر ، وتوفير احتياجاتهم وهم في مقار اقامتهم المعروفة لدى الإخوان في الهيئات والجمعيات الخيرية· ان تتبع اساليب ووسائل مريحة في تنفيذ البرامج والمشروعات الخيرية سيحقق سرعة وصول هذه المساعدات الى مستحقيها من دون إبطاء أو تأخير· والله نسأله أن يوفق الجميع الى ما يحب ويرضى، وان تكون هذه الأعمال الخالصة لوجه الله في ميزان أعمال أهل الخير الذين تزخر بهم إمارات الخير والجود والكرم· وتقبل الله من الجميع طاعات الشهر الكريم·