لا أدعي أنني تابعت المباريات الأربع التي خاضتها السعودية والإمارات والبحرين وقطر ليلة السبت (المجنون) لأنه كان من شبه المستحيل أن تكون لي أربع عيون وعندي أربع تلفزيونات لأركز عليها جميعاً، ولكني أستطيع القول إنني تابعت ما تمكنت منه بين أبوظبي والدوحة والمنامة والرياض· ومن يرجع لمقالاتي السابقة فسيجد أنني حذرت تحديداً من المنتخب الكوري الشمالي لأكثر من سبب، ليس لأنه غامض -فهذه الكلمة باتت ممجوجة- فمن يصل للدور الحاسم من تصفيات كأس العالم لا يجب أن يكون غامضاً أو مجهولاً لأحد· المنتخبات العربية الأربعة بدأت المشوار على أرضها وهي ميزة تُحسب لها -وليس عليها- في تصفيات تعتمد على حصد أكبر عدد ممكن من النقاط على أرضك بالذات أي 12 نقطة ممكنة، ومن أراد أن يتأهل لكأس العالم فعليه أن يفوز على أرضه وهو ما فعلته قطر بكل جدارة واستحقاق أمام منتخب كبير وعنيد، وأعتبره شخصياً واحداً من أرقى وأصعب المنتخبات الآسيوية، وأقصد طبعاً أوزبكستان· الإمارات رغم خسارتها (المفاجئة بنظر البعض) تحاول أن تقارن ماحدث البارحة بما حدث أول البارحة في خليجي 18 بأبوظبي، وتتفاوت ردود الأفعال بين ناقم على ميستو وآخر على اللاعبين وثالث على الإعداد البدني، وبالتالي معسكر المنتخب، فيما وضع البعض اللوم على الطقس!· أعتقد أن على كل المتعاملين بالشأن الإماراتي أن يتدارسوا ماحدث أمام منتخب لم يكن بعبعاً في هذه المباراة بالذات، ولكن من الخطأ أن يسود التشاؤم بعدم التأهل لكأس العالم بين الجمهور منذ الآن، وأعتقد جازماً أن قلة عدد الجمهور الحاضر في الملعب قد ساهم هو الآخر في هذه النتيجة· البحرين هي الأخرى غاضبة من لاعبيها والمدرب ماتشالا، وأعتقد أنه لو بدأ بمن طالبوا بهم وانتهت النتيجة أيضاً بالخسارة لطالبوه بمن لم يلعبوا على أساس أنهم خبرة كبيرة، أما الأخضر السعودي فقدم مباراة كبيرة أمام إيران، ولكنه دفع ثمن خطأ دفاعي كلّفه نقطتين من ثلاث كانت في متناول اليد، ردود الأفعال تفاوتت بين لوم التحكيم ولوم تغييرات الجوهر وخاصة تغيير الشلهوب، ولكن لو بقيت النتيجة على حالها لما سمعنا إلا كل إشادة بالجوهر، ويبقى دائماً المدرب هو الحلقة الأضعف في أية خسارة· بعد الجولة الأولى بانت أولى ملامح أقوياء آسيا ولكنها لم تتضح بالكامل إذ لم تلعب كوريا الجنوبية ولا أستراليا (الفائزة على هولندا ودياً)، وأعتقد أننا يجب أن نكون أكثر تفاؤلاً وأقل هجوماً على مدربي منتخباتنا على الأقل في هذه المرحلة، وأن يتم تدارس الأخطاء في أجواء بعيدة عن التشنج والصخب الإعلامي والجماهيري، لأن التعويض مازال ممكناً