يوم أمس انضمت ورقة جديدة لشجرة العطاء الدائم في الإمارات، شجرة ورافة الظلال تنير الطريق والقلوب إلى ملايين المحتاجين في مختلف أصقاع الأرض· الورقة الجديدة تمثلت في مبادرة من مبادرات الخير من أرض الخير أعلن عنها يوم أمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتحمل اسم ''نور دبي''، وتستهدف مساعدة أكثر من مليون شخص مصابين بالعمى حول العالم· وقد جاء هذا الإعلان امتدادا للنجاح الذي تحقق في حملة دبي العطاء، والتي كانت تهدف لتمكين مليون طفل من الوصول إلى التعليم، فإذا بها تحقق الحلم لأربعة ملايين طفل محرومين في أرجاء الأرض· ومنذ اليوم الأول لحلول شهر الجود والكرم والإحسان، كانت قوافل الخير من إمارات الخير تنتشر في المجتمعات المحرومة، ووفود هيئة الهلال الأحمر وغيرها من الهيئات الخيرية الإماراتية تفرش موائد الرحمن، وتنفذ مشاريع إفطار صائم وتقيل عثرات المحتاجين والمكروبين· وهذه المشروعات الخيرية والإغاثية ما هي إلا جزء من مشروعات اشمل واعم للنهوض باحتياجات إغاثية في مجتمعات ابتليت بالكوارث والحروب والنزاعات· وتابعنا مدنا تقوم بمبادرات ومكارم الأيادي البيضاء للإمارات، وقوافل إغاثة تسير هنا وهناك، وبعثات طبية لإجراء جراحات القلب المفتوح لغير المقتدرين في تلك المجتمعات، وغيرها الكثير من مبادرات الخير· ومحلياً امتدت هذه المبادرات لتشمل توفير ''المير'' الرمضاني للأسر المحتاجة والمتعففة، ودعم المشروعات الطبية والعلاجية لصالح هذه الأسر، ورأينا أيادي الخير تمتد لتتكامل مع الجهد الذي تقوم به الحكومة في هذه الميادين· وخاصة فيما يتعلق بمساعدة ورعاية المسنين ودعم الدور التي تأويهم وتوفير الإمكانيات اللازمة كي تقدم خدماتها على أكمل وجه يليق بما قدم هؤلاء في السنوات الخوالي من عطاء وخدمة، وحان الوقت للوقوف إلى جانبهم في شيخوختهم، بعد أن وجد البعض منهم نفسه وحيداً في هذه الحياة· في هذا المقام تستوجب الإشارة إلى المبادرات الخيرة في المساعدة في الإفراج عن سجناء وتحمل الديون عنهم بعد أن أوصلتهم الظروف إلى خلف القضبان، في أعقاب التزامات مالية عجزوا عن الوفاء بها· المتابع لشجرة عطاء الإمارات يلمس أنها تضع الإنسان دوما نصب عينيها، وتسعى لتوفير كل ما من شأنه مساعدته على تجاوز ظروف الحاجة والحرمان في تلك المجتمعات المحرومة، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو عقيدته· كما أن هذه الشجرة تحرص على ديمومة العطاء، بتوفير الدعم المتواصل لها، وهي دعم يتجدد ويتعزز في شهر الجود والكرم والإحسان، شهر رمضان المبارك، ويتواصل على مدار الأيام والشهور، عطاء خالصا لوجه الله الكريم· حرصا على الإنسان أولا وأخيرا، وأينما كان· وهذه الرسالة التي قامت عليها الإمارات حققت لها هذه المكانة الطيبة الرفيعة في قلوب الجميع، وهم يحيطون أبناء الإمارات بكل رعاية ومحبة أينما حلوا أو اتجهوا· نسأل الله أن يديم علينا نعمه، لتظل إماراتنا شجرة باسقة دائمة النماء، وعنوانا للجود والعطاء، وان يجزى خير الجزاء أصحاب الأيادي البيضاء الحانية ممن يدخلون الفرح إلى القلوب المحرومة·