عندما يتحقق الإنجاز على حساب منافس قوي وله تاريخ، فإن قيمته تتضاعف، وتختلف كثيراً عما إذا كان الفوز على منافس ضعيف بلا إنجازات أو بطولات· ولحسن حظ الكرة الإماراتية أن إنجازاتها عام 2007 تحققت عبر بوابة الكرة السعودية التي تحظى باحترام وتقدير الساحتين الآسيوية والخليجية، باعتبارها صاحبة أبرز الإنجازات على صعيد المنتخبات والأندية في القارة الآسيوية· في بداية عام 2007 كان الوصول - لأول مرة - إلى نهائي دورة الخليج، عبر البوابة السعودية عندما فاز الأبيض على شقيقه السعودي بهدف لا يُنسى لإسماعيل مطر، و في الثلث الأخير من العام، صعد الوحدة - لأول مرة إلى نصف النهائي الآسيوي عبر البوابة السعودية عندما تخطى عقبة الهلال في ربع النهائي· وفي آخر يوم من عام 2007 أكمل الجزراوية هذا المسلسل، وحققوا أبرز وأهم إنجاز في تاريخهم عبر البوابة السعودية أيضاً عندما هزموا الاتفاق حامل اللقب واعتلوا عرش بطولة الأندية الخليجية، بعد مباراة ''مجنونة'' تلاعبت بأعصاب الجميع لمدة 150 دقيقة، أي منذ صافرة البداية وحتى لحظة تألق علي خصيف حارس الجزيرة وهو يتصدى ببراعة لآخر ركلة في ''ماراثون الترجيحية'' ليقود فريقه إلى منصة التتويج، في مشهد لا يمكن أن يسقط من الذاكرة الجزراوية· وضع القطري علي المناعي مراقب المباراة النهائية لبطولة التعاون نقطة في آخر السطر لاحتجاج فريق الاتفاق على الاحتكام لركلات الترجيح بعد تسجيل الاتفاق هدفه الوحيد· وقال انه شخصياً أبلغ إدارة فريق الاتفاق، قبل مباراة الإياب مع الهلال في نصف نهائي البطولة بصفته مراقبا لتلك المباراة، إنه في حال انتهاء الوقت الأصلي بتساوي الفريقين في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب، فإن الهدف في الوقت الاضافي يحتسب بهدف، لا بهدفين، لذا فوجئت بأن الاتفاق يعترض على عدم احتساب هدفه في مرمى الجزيرة في الدقيقة 120 بهدفين· واتفق معه على ضرورة تعديل هذا النظام، بحيث يتم اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح في حال تعادل الفريقين في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب، دون أن تمدد مباراة الاياب لشوطين إضافيين، حتى لا يستفيد الفريق المضيف بأداء نصف ساعة إضافية على ملعبه وبين جماهيره، وحتى لا يتضرر أيضاً جراء أي لائحة تنص على احتساب الهدف خارج الملعب في الوقت الإضافي بهدفين· هدف عبدالسلام جمعة ''العالمي'' في مرمى الاتفاق في الدقيقة 90 يساوي الملايين الخمسة التي دفعها الجزيرة للوحدة مقابل انتقاله إلى بيت العنكبوت ·· أنه هدف بحجم بطولة· راشد عبدالرحمن ''صمام الأمان'' أحد أهم الصفقات في تاريخ الكرة الجزراوية، إنه مدافع رائع يستحق لقب ''بيكنباور الكرة الإماراتية''، لقد حل راشد وعبدالسلام لغز الشق الدفاعي في الفريق الجزراوي· في عام 2003 تأهل الأبيض الشاب للدور الثاني لبطولة كأس العالم للشباب من ستاد محمد بن زايد وبعدها كسب استراليا وفاز بالمركز السابع للبطولة التي نال اسماعيل مطر لقب نجمها الأول· وفي عام 2007 تأهل الأبيض إلى نهائي ''خليجي ''18 من ستاد محمد بن زايد وبعدها أكمل مشواره وانتزع لقب البطولة لأول مرة في تاريخه· وفي عام 2007 أيضاً فاز الأبيض على فيتنام بخماسية نظيفة أنهى بها الكابوس الفيتنامي وتأهل إلى دور المجموعات في تصفيات كأس العالم· وفي نهاية 2007 توج ستاد محمد بن زايد أيضاً الفريق الجزراوي بلقب بطل أندية الخليج، لأول مرة في تاريخه· لذا ليس مستغرباً أن نقول ان كرة الإمارات تنتزع دائماً الآهات في ''ملعب الانتصارات''· وتفاءلوا بالخير·· تجدوه·