بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر وفاض الكيل يا أندية الإمارات!
كنا في السابق نحث الجميع على المشاركات الخارجية لأن كلها مكاسب.. فإن شاركت وكسبت فهذا رائع وإن شاركت وخسرت فقد نلت الخبرة والتجربة التي تعينك على تكرار المحاولة.. حتى تستطيع أن تثبت في يوم من الأيام.
كنا نقول ذلك من عشرين سنة أو يزيد.. لكننا الآن ننكث على عقبينا ونتراجع ونعلن أسفنا على ما رددناه في يوم من الأيام!
سر تراجعنا يكمن فيما نراه ويراه الجميع.. فالمشاركات أصبحت سلاحاً ضدنا.. تحولت المنافسة الرياضية إلى فضائح في المحافل الخارجية.. أصبحت أنديتنا في ذيل المجموعات الأربع، وهو مشهد يثير الاشمئزاز ويثبط الهمم ويدعو إلى اليأس!
رصيدنا هو 6 نقاط من أصل 48 نقطة وهي محصلة تعني أننا نتراجع بشدة ولا يشفع لنا ذلك الوهم الذي نعيش فيه ليل نهار والذي نسميه بالاحتراف.. ولا يشفع لنا تباهينا بأننا من أفضل دول الشرق في اللوائح والأنظمة.. فما فائدة كل ذلك دون انعكاس على الملعب ودون مردود على اللاعبين!
قال لي أحد أبناء الإمارات البسطاء العيناوي مصبح العامري .. أصبحنا نخجل مما نراه ومما نسمعه في الفضائيات الخليجية.. ألهذه الدرجة نحن سيئون.. هل أصبنا بلعنة اسمها كأس العالم للأندية.. أم أصبنا بنقمة اسمها دوري الإمارات!
هل من المقبول أن نبيع المشاركات الخارجية ونستهين بها لهذه الدرجة.. لماذا شاركنا إذن ونحن نبيت النية على المشاركة بالصف الثاني.. هل هانت علينا سمعة البلاد لهذه الدرجة.. وهل يضمن الذين يفعلون ذلك اللقب المحلي، إننا في حيرة وغضب من كل شيء حولنا!
ولأن كل شيء أصبح مثيراً للدهشة في كرة الإمارات فإننا حتى عندما نفوز لا نفرح بفوزنا، بل يأتيه شيء يؤثر عليه ويقلل من قيمته كما حدث مع الوصل أمام النصر السعودي في بطولة أندية الخليج.. لقد نزلت بعض جماهير الوصل إلى أرض الملعب لكي تعتدي على معالج لاعبي النصر الذي كان قد أشار إلى جماهير الوصل إشارة إباحية.. وبالطبع إذا كان المعالج قد أخطأ فإن نزول جماهير الوصل للملعب خلال المباراة لكي تعتدي على المعالج أمر غريب يعطي دلالة أننا فقدنا كل شيء في الملعب وخارجه !
وتزداد الأمور غرابة أو قل تزداد عجباً عندما ينشر الاتحاد الآسيوي على موقعه إنذاراً لفريق الأهلي لكي يستبدل مدربه نور الدين العبيدي مع المباراة الآسيوية القادمة لأنه لا يحمل الرخصة (ا) وأنا لا أقصد التقليل من المدرب التونسي الذي يضحي من أجل الأهلي.. بل أقصد أننا أصبحنا محل حديث ومحل انتقاد في كل ما نفعله خارجياً حتى في مجال التدريب !
آخر الكلام
سنظل نشكو ونحمل الآلام على ظهورنا دون أن يتأثر أحد.. فالأندية غير مبالية.. ولها كل الشرعية فيما تفعله وهناك من يحميها ويغطيها.. وسيظل الهرم مقلوباً حتى يأتي يوم الحساب.. ولا يملك الحساب سوى الجمعيات العمومية في زمن الهواية أو المساهمين والشركاء في زمن الاحتراف.. ونحن لا نملك لا هذا ولا ذاك.. نحن لا نملك سوى دعاء الوالدين!
mahmoud_alrabiey@admedia.ae