ولا عزاء للهيئة الموقرة!
من خلال تفرغي في الفترة الماضية لصفحة ''أوراق انتخابية'' اليومية التي كانت بمثابة دائرة انتخابية وملتقى لنبض أول تجربة ديموقراطية حقيقية نمارسها على صعيد اتحاد كرة القدم·· أقول خلال هذه الفترة وقع نظري على المادة ''''155 من النظام الأساسي الجديد لاتحاد كرة القدم الذي صدّق عليه الفيفا مؤخراً ويتم العمل به الآن··
وما لفت نظري لهذه المادة هو غرابتها من ناحية·· ولأنها جاء بها ذكر اسم الهيئة العامة للشباب والرياضة من ناحية أخرى· وقبل أن أكشف عن الغرابة أقول إن اسم الهيئة الموقرة لم يرد في النظام الأساسي لاتحاد الكرة إلا مرة واحدة فقط! ومن المصادفات أن هذه المرة الوحيدة تأتي خلال هذه المادة التي تحمل رقم (155) والتي أتحدث عنها الآن·
المادة تقول في نصها ما معناه: ''إذا تم حل اتحاد كرة القدم أو تم إلغاؤه من الوجود فيتم نقل ملكية أصوله إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة·· على أن تحتفظ الهيئة بهذه الأصول على سبيل الأمانة إلى أن يتم تأسيس اتحاد جديد·· وتقول المادة: يجوز للجمعية العمومية اختيار أي حرس قضائي آخر'' لاستلام هذه الأصول بموافقة ثلثي الأعضاء·
وهذا يعني- يا سادة- أن الهيئة الموقرة ليس لها دخل لا من بعيد ولا من قريب باتحاد كرة القدم إلا بعد وفاته وإلغائه·· بحيث ينقل إليها ''السمان'' على سبيل الأمانة!!·· وحتى هذا الشرف من الممكن ألا تحظى الهيئة الموقرة إذا رأت الجمعية العمومية أن الهيئة ليست أمينة على السمان''·· فتقرر اختيار ''حرس قضائي'' آخر أي جهة حكومية أخرى لكي تنقل ''السمان'' إليها على سبيل الأمانة!!
نعم يا سيدي هذا هو القانون الذي يعمل به اتحاد الكرة الآن وأقره من الفيفا فلا دخل للسياسة في الرياضة بأي صورة من الصور إلا إذا توفيت الرياضة الكروية وانتقلت إلى رحمة الله!
هذا على الرغم من أن الهيئة هي التي تمول اتحاد الكرة بمبلغ قدره 60 مليون درهم سنوياً·· ورغم ذلك لم يعطها اتحاد الكرة أي حق·· ولا حتى حق المتابعة للفلوس التي تدفعها سنوياً!!·· والحق الوحيد هو أن ترث ممتلكات ''سمان'' اتحاد الكرة في حالة ذهابه عن الوجود!!
هذا هو واقع الهيئة أيها السادة·· أصبحت مجرد لافتة كبيرة مكتوب عليها اسمها الموقر·· أو أصبحت بمثابة ''صرّاف'' لما تجود به الحكومة على الاتحادات الرياضية!!
من أجل هذا فلا يكون للهيئة الحق في تشكيل لجان انتخابية كما ظن البعض وطالب مؤخراً ولا يكون لها الحق حتى لمجرد حضور انتخابات اتحاد الكرة القادمة!
باختصار الحكومة الرياضية لم تصبح لها سلطة من أي نوع على اتحاد كرة القدم اليوم وغداً على بقية الاتحادات!
الهيئة واقعياً في ذمة الله وغداً رسمياً!
ولا عزاء لمن يهمه الأمر!!