لكي يحقق الوطن مبتغاه، لابد من تحقيق مبتغى المواطن، ومن أهم الأولويات الإعداد الجيد وتوفير بيئة سانحة لنمو القدرات، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتهيئة الجميع لخوض معترك التنمية المستدامة، وإعداد الموارد البشرية القادرة على النفاذ وبسط النفوذ في المواقع الإنتاجية، والتخلص من “الشؤون الاجتماعية” المستدامة، والتي تجعل من الكثيرين الذين يضيعون في مساحات واسعة من الفراغ وعدم جدوى وجودهم في وظائف تتلاءم وقدراتهم، يعيشون على حافة اللهو الاجتماعي، ويمارسون سهواً متعمداً في حياتهم، متهربين من مواقع العمل، شائحين بوجوم عن واجباتهم، غائصين في عبارات اللوم، وتأنيب الآخرين.. أتصور أنه من أولى أولويات الواجب تحقيقها تأسيس المواطن الذي يعرف واجباته، كما يفهم حقوقه والوعي بالواجبات، نحتاج إلى تهيئة العقل بأن يتبصر ما يحيط به من مثيرات، وما يعيشه من معطيات اجتماعية. المواطن اليوم، وقد أجاد في التحصيل الدراسي، وحاز درجات عُلا في التعليم، يحتاج إلى مكانه الذي يتناسب مع قدراته وإمكاناته ومؤهلاته العلمية، المواطن اليوم بحاجة إلى من يخرجه من دائرة التفكير النمطي، ونقله إلى حافة الإحساس بخطر الاتكالية، أو العمل من أجل “المعاش” فحسب. المواطن اليوم وهو يعيش في دولة الرفاه، والعيش الرغيد، أصبح من الواجب على الحكومة أن تضعه أمام مسؤولياته وأن تحقق طموحاته من خلال ما تفسحه له من مجال عمل يتلاءم مع ما حازه من درجات علمية، وقد تنوعت التخصصات وانتشر أبناء البلد في كل أنحاء العالم بحثاً عن العلم الذي يحقق ذواتهم، ولا يتحقق ذلك إلا بتوازي التخصص مع مجال العمل، وهذا هو المبتغى الذي ينتظره الوطن، وهذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح على كل المسؤولين في الوزارات الاتحادية، والدوائر المحلية، في أن يوحدوا الجهود ليستقبلوا الطاقات الوطنية، كل في مجال تخصصه، حتى تؤتي الجهود ثمارها، وحتى لا تضيع سنوات التعليم والتعب والغربة جفاء كالزبد. الاستراتيجية الجديدة لا تقصي أحداً، ولا ترفع عبئاً عن أحد، فالطرفان يشكلان جسداً واحداً، الحكومة والمواطن، وعلى كل طرف الاجتهاد لتصحيح الرؤية، وتحقيق المنجز المطلوب، ورسم خريطة للعمل الوطني من أجل الإمارات الحبيبة ومن أجل مكانتها ومستقبلها ومصير شعبها. استراتيجية 2011 - 2013 استراتيجية مختلفة، في مضمونها، متشظية في طموحها، مزدحمة في مطالبها، وكل إنسان منا عليه واجبات، كما له حقوق.. الواجب الأهم صيانة حق الوطن في البقاء قوياً شامخاً معافى من أوهان التخلف.