في مواكب المجد
ودعت الإمارات أمس الأول ابناً من أبنائها البررة شهيد الوطن والواجب، جمعة محمد عبدالله الكعبي سفير الدولة لدى جمهورية أفغانستان الإسلامية الذي استشهد متأثراً بجراح لحقت به نتيجة التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر والي قندهار في أفغانستان، والذي قدم روحه الطاهرة لأجل الإنسانية «مع أخوة له من ضحايا ذلك الهجوم الإرهابي الغادر والجبان ممن انضموا لمواكب المجد والشرف، بينما كانوا يقدمون لأخوة لهم في الإنسانية مساعدات، ويبنون لهم حياة جديدة تسعدهم، بعدما تكالبت عليهم في ذلك البلد الصديق نوائب الدهر والفقر، وزاد من آلامهم ومعاناتهم عبث الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى تقويض حياتهم واستقرار وتنمية بلادهم».
لقد جعل أبناء الإمارات من مثل هذه المواقف الصعبة وقفات لتجديد العهد بالمضي قدماً لاستكمال رسالة هؤلاء الشهداء الأبرار، وبأن دماءهم الزكية ستروي شجرة العطاء الإنساني الإماراتي لتظل باسقة مثمرة تجود على كل محتاج وتغيث كل ملهوف أينما كان دون تمييز، وفاء لهم ولنهج «زايد الخير» الذي شاد صرح الإمارات الشامخ.
وقفات تتجدد معها صور ومظاهر التلاحم الوطني، والالتفاف حول القيادة الرشيدة ونهج الخير لإمارات الخير لنشر الخير والعطاء والتسامح والسلام.
عهد يتجدد بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية الدنيئة لن تفت من عضدنا وتصميمنا على المضي في التصدي لأعداء الحياة ونشر المحبة والعطاء.
ولا زالت ماثلة أمامنا أصداء وكلمات سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمام القمة العالمية الحكومية مؤخراً، عندما قال سموه، «سنواجه الشر بالخير وبيد من حديد ونلاحقه في كل مكان»، وذلك في معرض حديثه عن حادثة قندهار الإرهابية، واستهداف «أيدي الشر والظلام يد الخير الإماراتية عبر بعثتها الإنسانية»، بينما كانت تقوم بافتتاح مشاريع دور للأيتام والفقراء في ذلك البلد الذي يعاني منذ سنوات الحرب والدمار والإرهاب الذي يحارب كل مظاهر عودة الحياة إلى أفغانستان.
ستظل راية الإمارات خفاقة في مواقف الشرف والأمجاد، تمتد أياديها وأيادي أبنائها بالخير والعطاء والبناء دوماً لأجل خير الأشقاء والأصدقاء في كل مكان، وستظل وفية لقيمها ومبادئها التي قامت عليها، والتزامها بأن تكون في مقدمة الصفوف لاجتثاث آفة الإرهاب.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار لأعداء الحياة والإنسانية.