في خضم الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية مؤخراً، وفي زخم الفعاليات الكبيرة والمتنوعة التي تشهدها إمارات الخير والمحبة، تحقق إنجاز إماراتي على الصعيد العربي، تمثل في دعوة جامعة الدول العربية وزارات التربية والتعليم في عالمنا العربي إلى اعتماد مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كمنهج تعليمي ودعم نشرها وتعزيزها.
إنجاز إماراتي لبناء العقول تحقق برؤية فارس المبادرات وعاشق المركز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي آمن بضرورة إطلاق طاقات الإنسان العربي بالعلم، وأول مفاتيح العلم القراءة، وبه يستأنف دوره الريادي في بناء الحضارة.
نجحت مبادرة «تحدي القراءة العربي» التي تشرف عليها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في استقطاب ملايين الطالبات والطلاب العرب وأبناء الجاليات العربية المقيمة خارج الوطن العربي على امتداد دوراتها المختلفة. وقد تجسد ذلك في الزيادة الكبيرة كل عام في أعداد المشاركين، فقد ارتفعت من 3.6 مليون مشارك من 19 دولة في الدورة الأولى (2015-2016)، إلى 22.8 مليون من 44 دولة في دورتها السادسة (2021-2022). وفي دورتها الأخيرة، شارك 28.2 مليون من 50 دولة، ينتمون إلى 229.620 مدرسة، بنسبة ارتفاع بلغت 780% خلال ثماني دورات.
مبادرة حضارية سامية تحولت إلى منهج تعليمي، تعد امتداداً للدور المحوري لبلد زايد الخير بتوجيهات القيادة الرشيدة لتحقيق التقدم والتطور والتنمية المستدامة عبر بناء الإنسان المتمكن من لغته، الفخور بثقافته والإرث الفكري والمعرفي لحضارته العربية. كما أنها امتداد للنهج الإماراتي الأصيل في التعاون والتكامل مع الدول العربية الشقيقة للنهوض بالمجتمعات في مختلف الميادين والمجالات. قناعات ومبادئ إماراتية راسخة، رسمها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإيمانه العميق بأن أي خير للإمارات هو للعرب والإنسانية، تحرص معه على مشاركة مبادراتها وإمكانياتها للمساعدة في النهوض بالأشقاء والأصدقاء أينما تطلبت الحاجة، وتوطيد التعاون مع الجميع لصالح الجميع. رؤية عميقة ترتفع شواهدها منارات شامخة في كل مكان من المعمورة.
مبادرة «تحدي القراءة العربي» تغرس في الأجيال حب لغتنا الجميلة، لغة العلم والحضارة، الوعاء الحاضن للغة العربية وسياجها الحامي للهوية العربية في وجه تحديات العصر وموجات التغريب المتلاحقة. كم نفخر في الإمارات بهذه المبادرة الإماراتية وإسهامها في الارتقاء بالأجيال ودعم مسيرة تعزيز مكانة العرب ودورهم لاستئناف الحضارة وتحقيق الآمال المنشودة في التقدم والرخاء والازدهار.