عطفاً على مستوياته الجميلة في آخر مباراتين له في التصفيات الحاسمة لكأس العالم 2026، وهو يهزم منتخب قيزغيزستان بثلاثية، ويُسقط «العنابي» القطري بخماسية، ألبس كثير من المحللين والزملاء الإعلاميين المنتخب الإماراتي ثوب المرشح الأقوى لنيل كأس الخليج، وقد غاب عنهم سهواً لربما، أن كأس الخليج حالة خاصة في أزمنة كرة القدم، لا تشبه في شيء ما عداها من منافسات، بالنظر للطبائع الفنية الخاصة، وبالنظر أيضاً للحساسيات التي تطفو على سطح المباريات فتُغيّر كلياً من قواعد اللعب، ومستويات التصنيف أيضاً.
لا شيء يقول، إن «الأبيض» خلع عنه عباءة المرشح الأقوى لنيل اللقب الخليجي الثالث له في مساره الكروي، وهو يخسر خمس نقاط كاملة من أول مباراتين، بالتعادل إيجاباً أمام قطر، وبالخسارة من الكويت بهدفين لهدف، فقاعدة المعادلات الحسابية تقول، إن للأبيض حظوظاً، مهما تضاءلت، يجب أن يدافع عنها غداً الجمعة عندما يلاقي منتخب عُمان في ختام دور المجموعات، إلا أن ما شاهدناه من «الأبيض» في المباراتين معاً، وهو يُفرط في الفوز، يقول إن منظومة اللعب التي تغنّى بها الجميع لم تكتمل بعد، وإن ما يجب الاشتغال عليه تحديداً هو رفع سقف النجاعة الهجومية والدفاعية على حد سواء، وإضفاء نوع من الإيجابية على الاستحواذ.
 للأمانة شاهدت من «الأبيض» في مباراتي قطر والكويت ما يؤكد وجود حالة من الانتعاش التكتيكي، التي تمهد لقوة الشخصية، كانت هناك العديد من الجمل المستقاة من كرة القدم الحديثة، في السيطرة على الكرة، وفي ضبط مستويات التحوّل من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، وفي شغل المساحات، وبدا واضحاً أن هناك تطوراً كبيراً على مستوى تناغم الأداء الفردي مع متطلبات منظومة اللعب، بخاصة مع التغييرات التي بات يلحقها المدرب بينتو بالتشكيل الأساسي، إلا أن ما يمثل أكثر نشازاً للسيمفونية الجديدة، هو عدم حسم الكثير من المواقف، بالزيادة في الجرأة والشراسة عند إنهاء الجمل الهجومية.
ومع وجود أكثر من صانع للفرص السانحة للتسجيل، بوجود لاعبين مهاريين، من أمثال حارب عبدالله، فابيو ليما، يحيى الغساني وكايو كانيدو، تظهر الحاجة فعلاً إلى القناص، أو ما يصطلح عليه بالمهاجم القاتل، الذي يستطيع أحياناً أن يسجل من أنصاف الفرص، ومن دون أن أشكل جبهة ضغط على المدرب بينتو، فإنني أتصور أن وجود الهداف التاريخي للأبيض علي مبخوت، يمكن أن يكون هو القطعة الناقصة في معزوفة «الأبيض».
اختار بينتو أن يلعب بمهاجم أوسط وهمي «فابيو ليما» في أكثر من مرة، وهو أسلوب يتبعه كثير من المدربين، ما دام أنه يملك مهاجمين يستطيعون التسجيل من زوايا مختلفة، لكنني كنت أرى أن بوجود رجل الاختصاص بقيمة وخبرة وثعلبية علي مبخوت، من الممكن أن نرى «الأبيض» في مرتبة أفضل من التي يحتلها في مجموعته الآن.
مجرد رأي ليس إلا!