النجوم عندما تمشي على الأرض، تجعل من التراب حبات لؤلؤ، تعانق وجدان العشاق، ومن الشجر كواكب تدور في فلك المشاعر الطيعة، ومن الطير عناقيد تعانق المجد.
هكذا يسجل أبناؤنا أسماءهم في سجلات التاريخ، وهكذا يبدو محيا القائد وهو يستقبل أحد أنجال الفخر فيصافح بمحبة، ويقبل بشغف، ويمنح الابتسامة كأنها أجنحة الفراشات تطوق الورد.
في كل صباح نكحل أعيننا بأثمد نجاح لأحد أبنائنا، وعند كل مساء تأبى الشمس أن تغادر سماء بلادنا من دون أن تهدي أهدابها الذهبية للذين يملؤون قلوبنا بالفرح، والذين يلونون حياتنا بالفخر، والذين يكتبون على سبورة أمنياتنا جملة واحدة، هي ثيمة المعجم الوطني «الإمارات في عيوننا، نحن الذين نتحمل مسؤولية نهضتها» بهذه الكلمات، نقرأ ما يهمس به ضمير الأبناء، وما توشوش به شفاههم، وما ينطق به سلوكهم القويم.
عندما يحقق نجل من أنجال هذا الوطن مكسباً وطنياً، فإن السماء تمطر وجداً ومجداً، والأرض تنفض شال أشجارها، لنقطف نحن العشاق ثمرات نجاحات الأبناء.
عندما يعود أحد الأبناء بنجمة تلمع على كتف التعب، نشعر بأن البحار تصبح أنهاراً، والأشجار تصير أنامل تخط آيات الفخر والاعتزاز، وتبدو الجبال شواهد على مجد يتألق به الأبناء، فيتدفق من قلوبنا نهر من أنهار الفرح، نشعر أننا نعيش عصراً ذهبياً، تمناه زايد الخير، طيب الله ثراه، وها هو اليوم يضرب بجذوره على أرض الوطن، فنشعر نحن المحبين، بأن ما زرعه ذلك الشهم الأمين، نتذوق نحن طعمه اليوم، ونعيشه، بتفاصيله وفواصله، وفصوله، اليوم الإمارات تخترق حاجز الصوت في نغمات أبنائها، وما يسجلونه، وما ينجزونه، وما يكتبونه على صفحات التاريخ، وما يرسمونه على سبورة النجاحات الكبيرة، وما يلونون به قلوبنا من فرح، وسعادة، حيث الوطن لا يكبر إلا بأبنائه، ولا يصبح حصناً منيعاً إلا بشموخهم، ولا يتحدى الصعاب إلا بسيوفهم، وهو الأمر الذي اجتهدت من أجله القيادة الرشيدة، عملت على تكريسه في ذاكرة الأبناء، من لا كرامة لوطن من دون رجال يذودون عنه بجهودهم، ومثابراتهم، ومهاراتهم، وقدراتهم الفائقة التي تحقق الإنجازات، وتنجز المكتسبات والأمل لا يكبر إلا بهؤلاء الأشبال الرجال، وهم النصال، هم أسّ الرونق، وأصل الجمال في حياتنا، هم مبعث نهضتنا، وهم طريق حريرنا إلى آفاق السد، والود، هم كل ذلك، وهم ذلك الذين تصبو إليه القيادة، وتعمل على تنميته، ورعايته، والعناية به.
اليوم وقد أصبحت الإمارات مقلة العالم، وقلبه، أصبح لا مجال أمام الأمام إلا في القبض على جمرات المجد، والسير قدماً باتجاه المدى، والمدى مد، وامتداد لتعاقب أجيال، لا تكف عن قراءة الأحلام بعيون ملؤها أثمد الإصرار، والتصميم على الوصول، وتحقيق أمنيات وطن آمن أن الإنسان هو الذي يصنع مجده وليس المال.