في هذه الأيام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ونحتفل معها نحن جميعاً في دول الخليج العربي خصوصاً وكذلك جميع الدول العربية عموماً حكوماتٍ وشعوباً باليوم الوطني الحادي والأربعين لمسيرة النمو والعطاء والوحدة المتميزة والبناء والإنجازات الكبيرة والضخمة، والتي شملت جميع ميادين الحياة والتي غطّت وعمّت كل إمارات ومناطق دولة الإمارات بلا استثناء، والتي عاشها ولمسها المواطنون والمقيمون والزائرون لهذه الدولة، والتي أبهرت وأدهشت العالم أجمع بما تم تشييده وتنظيمه وإنجازه وفق أعلى المستويات وأرقاها... وفي فترةٍ قياسية محدودة مما جعلها توصف دولياً بأنها «دولة تحدِّي». نعم لقد تحدّت كل الصعاب والمشاق والمستحيلات بتلك الإنجازات المبهرة التي حققتها في السنوات الأخيرة وذلك باستنادها على سواعد أبنائها وإرادتهم المخلصة الصادقة والصامدة والمشرّفة في مشوار التحدي لا لشيء، ولكن من أجل بناء وطن قوي متماسك موحَّد، وكان ذلك كله بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة المتّزنة من قادتهم وحكّامهم والذين لم يدخروا أي جهد في سبيل تسخير جميع الإمكانيات المتاحة المادية والمعنوية من أجل توظيف أفضل وأعلى الطاقات والخبرات البشرية، وذلك من أجل الوصول بدولة الإمارات إلى المراتب العليا دولياً. وقد تمكنوا من ذلك بمجموعة من الإنجازات، التي تم تحقيقها مؤخراً، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما تعلق بالحكومة الإلكترونية والخدمات المقدمة عبرها حيث تصدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة جميع دول المنطقة «دول الخليج العربي والدول العربية» وذلك حسب التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة فيما يخصّ مسألة جاهزية الحكومات الإلكترونية. وسجّلت سابقة على مستوى العالم بتقدمها 92 نقطة دفعة واحدة في معيار الخدمات الحكومية الإلكترونية المُقدمة وهو معيار من ضمن أربعة معايير أخرى يتشكل منها «مؤشرالجاهزية الإلكترونية» الصادر عن الأمم المتحدة وهذه المعايير هي: معيار المشاركة الإلكترونية ومعيار البنية التحتية للاتصالات ومعيار رأس المال البشري، بالإضافة إلى المعيار السابق وهو معيار الخدمات الإلكترونية حيث قفز ترتيب دولة الإمارات من الترتيب الـ99 حسب معيار الخدمات الإلكترونية الصادر في تقرير عام 2010 إلى الترتيب الـ7 حسب نفس المعيار في تقرير عام 2012. وهذ التقدم يعتبرُ إنجازاً يحسب ويسجّل لدولة الإمارات حيث لم يسبق لأي دولة في العالم أن تقدمت بنفس الترتيب، وذلك حسب التقارير الصادرة من الأمم المتحدة بخصوص جاهزية الحكومات الإلكترونية، وهذا بدوره أدى إلى حصولها على المرتبة الـ28 عالمياً من حيث جاهزية الحكومات إلكترونياً في تقرير عام 2012، عوضاً عن المرتبة الـ49 في ذات التقرير لعام 2010، الصادر عن الأمم المتحدة، وبذلك تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى خليجياً وعربياً ثم تليها مملكة البحرين في المرتبة الـ36، وبعدها المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ41، ثم دولة قطر في المرتبة الـ48. هذا التطور المُذهل والتقدم الملوس لدولة الإمارات في مجال الجاهزية الإلكترونية خصوصاً، وفي جميع المجالات الأخرى عموماً، هو نتيجة لمجموعة من العوامل والأسباب، لعلي أذكر وأوضح أنَّ من أهمّها وأبرزها تلك السياسات والممارسات الحكومية السليمة والصحيحة في كيفية استغلال وتوظيف جميع الفرص المتاحة والطاقات والإمكانيات المادية والبشرية المتوافرة لديها لعمل ما هو مميز ومؤثر وبارز إقليمياً ودولياً، والتطلٌّع لبناء مستقبلٍ مشرق للوطن وأبنائه بما يخدم مسيرة البناء والتطور والإنماء التي بدأها أجدادهم وآباؤهم من قبلهم واستمروا عليها بأفضل السبل المتاحة وعلى أعلى المقاييس الدولية التنافسية، بما يضمن لها أن تكون في مقدمة دول العالم في شتَّى المجالات، وهذا ما بدأ به وحرِص وأكّد على تحقيقه في الفترة السابقة مؤسس هذا الاتحاد الراسخ المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وشاركه في تلك الرؤية المباركة أخوه وسنده وعضده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله وبمشاركة ومساندة من جميع إخوانهما حُكّام الإمارات رحمهم الله جميعاً وسار على نهجهم من بعدهم في ذلك الطريق أبناؤهم البررة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما حكام الإمارات. لقد سخّروا وبذلوا كل غال من أجل الاستمرار في تحقيق ما يحفظ لدولة الإمارات أمنها واستقرارها وازدهارها ونموها ومكانتها المرموقة بين جميع دول المنطقة ودول العالم. التميز المبهر في تحقيق أفضل الإنجازات الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة شجعنا نحن جميعاً أبناء دول الخليج على مواصلة السعي الحثيث من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتقدم للوصول بدولنا الخليجية كافه إلى أعلى مستويات التقدم والتميز والإبداع في كافة المجالات والخدمات من أجل بناء مستقبلٍ مشرق لدولنا ولأبنائنا وأحفادنا. في الأخير.. كل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة وجميع دول الخليج بخير وأدام الله عزها وأمنها واستقرارها. نايف الحميضي