المهاجران إنريكي كروز ومارجريتا سوليتو يسيران مع أطفالهما خارج الملجأ الذي يأويهم، بغية البحث عن وجبة إفطار قبل الذهاب إلى الكنيسة، في منطقة ميشين بمدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وقد فرّ إنريكي وعائلته من واقع الفقر والعنف في بلده السلفادور، على أمل التمكن من بناء حياة أفضل في سان فرانسيسكو، لكن هذه المدينة الصاخبة والمبهرة لم تحقق له ما كان يحلم به في كثير من الأحيان.
كان أفراد العائلة يتجمعون في البرد على مقعد مغطى برسومات الجرافيتي، وكانت الفتاتان التوأم تغفوان في حضن والديهما بينما كان الأطفال الأكبر سناً يدفنون رؤوسهم بين البقية. في أغلب الليالي، كانت الأسرة المكونة من ستة أفراد تنتظر على هذا النحو خارج صالة الألعاب الرياضية المدرسية في سان فرانسيسكو حتى يمكن تحويلها إلى مأوى ليلي للمشردين. وبمجرد دخولهم، كانوا ينامون على رقعة صغيرة من الأرض، وكان عليهم المغادرة عند شروق الشمس حتى تتسنَّى إعادة صالة الألعاب الرياضية المدرسية إلى الغرض المقصود منها أصلاً. وكانت مارغريتا سوليتو (36 عاماً) تتساءل عما إذا كانت الرحلة التي بلغت 3200 ميل من السلفادور إلى سان فرانسيسكو تستحق كل هذا العناء!
لكن أفراد الأسرة وصلوا كمهاجرين دوليين، ثم أصبحوا مهاجرين من نوع مختلف، وكان عليهم أن يتنقلوا في مدينتهم الجديدة طوال اليوم دون أن يتوفروا على سكن عائلي. ثم بعد عام من وصولها إلى المدينة، كانت معركة عائلة إنريكي من أجل السكن ناجحة، إذ استطاعت ترسيخ جذورها أخيراً. بيد أن رحلة إنريكي وأفراد عائلته ألقت الضوءَ على الأزمة الأكبر متمثلةً في واقع العائلات التي تعيش بلا مأوى في سان فرانسيسكو، كما كشفت حالة عدم اليقين اليومية التي يواجهها المئات من تلاميذ المدارس التي يستخدمها المشردون ليلاً.
لقد استقبلت سان فرانسيكو مهاجرين أقل عدداً بالقياس إلى بقية المدن الأميركية الكبرى الأخرى، لكن في الآونة الأخيرة كانت هناك 528 عائلة على قائمة انتظار المدينة للحصول على مأوى خاص، وهو ما يزيد بنحو 300 أسرة عن العام الماضي. ووفقاً لسلطات المدينة فإن هذه الزيادة تعود إلى العائلات المهاجرة التي وصلت خلال الأشهر الماضية دون أن يتوفر لها مكان للعيش فيه، وذلك على الرغم من الانخفاض الكبير في المعابر الحدودية منذ أن قيد الرئيس جو بايدن طلبات اللجوء في يونيو الماضي.
ومهما يكن فقد كانت عائلة إنريكي محظوظة نسبياً، بالقياس إلى غيرها ممن ينامون في الشارع، لكن زوجته (سوليتو) قالت إنها انجذبت إلى سان فرانسيسكو بعد أن تصورتها «مدينة الملاذ» التي ستمنح عائلتَها منزلاً مناسباً، وليس مجرد «حماية قانونية». (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)