المجمع الصناعي الضخم لإنتاج الألمنيوم الذي وقعت شركتا (مبادلة للتنمية) وألمنيوم دبي المحدودة (دوبال) أمس بروتوكولاً مشتركاً من أجل تشييده يمثل خطوةعملاقة شديدة الأهمية بالنسبة لمستقبل التنمية والبناء في الإمارات ليس فقط لأن استثماراته تتجاوز 6 مليارات دولار أميركي (22.08 مليار درهم) أو لأن طاقته الإنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنوياً، أو حتى لأنه يوفر أكثر من 4 آلاف وظيفة بل لأن المشروع برمته ينطوي على أكثر من مغزى كل منه له أهمية قصوى·
فالمجمع لن يكون مجرد أضخم مصهر مستقل لإنتاج الألمنيوم في العالم فحسب، بل إنه سيكون في الأساس -وهذا هو الأهم- نموذجاً لرؤية عبقرية تعمل على تشييد قاعدة صناعية ضخمة في الإمارات يمكنها المساهمة بصورة إيجابية في خطط التنمية الطموحة للدولة·
وهو يعكس أيضاً مدى الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة في هذا الشأن، ويكشف كذلك كيف أنها تعمل على استغلال أفضل ما هو متاح من الإمكانات والقدرات في مختلف أرجاء البلاد لصياغة منظومة متكاملة وثرية من الانجازات في مختلف المجالات·
والتركيز الواضح على بناء قاعدة صلبة للصناعات الثقيلة في الدولة يمثل توجهاً ذكياً للغاية لأن هذه الصناعات من شأنها تغذية وتعزيز ودعم كثير من القطاعات الإنتاجية الأخرى كما أنها تستوعب أعداداً ضخمة من العمالة وتدر عائدات كبيرة للغاية· فضلاً عن أنه يصاحبها في العادة عمليات تعزيز قوية للبنية التحتية والمرافق المرتبطة·
ومشروع كبير من هذا النوع سيدعم مثلاً قطاعات كالطاقة والغاز والتمويل المصرفي· أي أنه سيؤدي إلى عمليات تشغيل مكثفة في شتى الاتجاهات·
بما يعني أن المشروع سيمثل رافعة قوية وجبارة لمزيد من الإنتاج والانتعاش في الصناعة الإماراتية عامة كما أنه سيشجع بالتأكيد مجموعات عملاقة أخرى على الدخول في مشروعات ضخمة مماثلة في قطاعات أخرى بما يعني في النهاية مزيداً من أعمال البناء والتشييد·
ثم أضف إلى ذلك كله، مغزى الشراكة بين مبادلة وتنمية التي تصب في خانة تقوية وتعزيز لحمة الروابط المتينة بين عملاقين كبيرين· ثم إنها وقبل كل شيء رسالة قوية للعالم الخارجي مفادها أن ثمة مجتمعات جادة في هذه المنطقة تعمل في صمت وبدأب شديدين من أجل رفاهية أبنائها· الأمر الذي يدعم ويعزز من صورة الإمارات كوحدة إقليمية آمنة ومستقرة وسط كل هذا الصخب والاضطراب الذي يعصف بالمجتمع الدولي·