أمام التشكيل الوزاري الجديد، الذي ضم عددا من الوجوه الشابة، تحديات صعبة ومرحلة في غاية الدقة والحساسية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان·· مرحلة شرعت الدولة في التعاطي معها منذ أن تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ''حفظه الله ورعاه'' رئاسة الدولة، والتي أطلق عليها سموه مرحلة التمكين، والاعتماد على الخبرات وإضافة المزيد من الإنجازات للمسيرة الاتحادية المباركة التي استطاعت خلال السنوات الثلاثين ونيف الماضية أن ترسي أسسا راسخة، تمكن البلاد من تحقيق طموحات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، الذي أعلن أمس عن التشكيل الوزاري الجديد ووافق عليه صاحب السمو رئيس الدولة·
القراءة الأولى للتشكيل الجديد، تحمل الكثير من المضامين التي تبشر ببدء مرحلة جديدة من البناء والتنمية، يكون أساسها العطاء والإنجاز والمحاسبة، خصوصا أنه يضم ثلاث وزارات جديدة هي وزارة تطوير القطاع الحكومي ووزارة البيئة والمياه ووزارة شؤون المجلس الوطني·
فهذه الوزارات المستحدثة، تؤكد أن التشكيل الجديد لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، يحمل في طياته مفاهيم جديدة للعمل الوطني، وفكرا جديدا يواكب التطورات التي يشهدها العالم، في رسم ملامح المستقبل، خصوصا لجهة تطوير القطاع الحكومي الذي لا نتهمه بالتقصير خلال المرحلة الماضية، فقد أدى دوره حسب متطلبات المرحلة السابقة· ولكن في ظل الظروف والمستجدات والتحديات التي نعيشها اليوم والتي تشهدها الدولة، فإن هذا القطاع أبطأ الخطى نحو ما كان مأمولا منه لمواكبة التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم، والتي لا بد من أن يواكبها تطور بالمستوى ذاته على المستوى المحلي·
وفي اعتقادنا أن انفراد التشكيل الحكومي الجديد بوزارة تطوير القطاع الحكومي، هو تأكيد على أن هناك حقا رؤية واضحة وخطة طموحة للنهوض بهذا القطاع، الذي سيؤثر على تطوير ونهوض وأداء بقية القطاعات والوزارات الاتحادية على كافة الأصعدة الخدمية والاجتماعية، وعلى وجه الخصوص مسألة الانتقال بأداء هذا القطاع الحيوي لتغطي خدماته بشكل فعلي كافة أنحاء الدولة من أقصاها إلى أقصاها·
أمام الحكومة الجديدة التي ستؤدي اليمين الدستورية أمام صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله ورعاه'' خلال الأيام القليلة القادمة، تحديات كبرى وواجبات ومسؤوليات جسام للنهوض بالوطن والاستمرار في مسيرة بناء الكيان الاتحادي وتحقيق ما تتطلع قيادتنا الرشيدة لإنجازه وما ينشده المواطن من القيادة الحكيمة·