الخليفة الجديد للإمبراطورية العثمانية المفترضة أردوغان، من الطبيعي أن يعتبر إسطنبول جزءاً من إرثه، ومن ممتلكاته الخاصة المُطَوَبة له بمن فيها سكانها. وكل من يتجاوز أسوار هذه المملكة وحرمتها يعتبر سارقاً وخارجاً عن القانون. هذا ما يمكن استخلاصه من رد فعل أردوغان على سقوط مرشحه «بن علي يلدريم» ونجاح المعارض «أكرم أوغلو» في الانتخابات البلدية لإسطنبول. لم يصدق أردوغان ولم يرد أحد أن يصدق هذه الصفعة في عقر داره. فقدم الموالون باسمه عدة طعون فقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة الفرز وأُفرزت النتيجة الأولى لمصلحة أوغلو. ثم لم يصدق فكانت مطالبة بإعادة فرز الأصوات مرة ثانية: النتيجة كانت لمصلحة أوغلو. لم يصدق أيضاً أردوغان كل هذه العمليات. فأوغلو سرق الأصوات من صندوق مرشحه: سرق أصوات ناس يمتلكهم. وهذا يفرض قانونياً وعرفياً وسياسياً معاقبة السارق وإعادة المسروقات إلى أصحابها. وهكذا طالب حزبه بإلغاء الانتخابات كلها. فرضخت اللجنة العليا لإرادته العلية وألغتها ثم عينت موعداً جديداً لانتخابات بلدية إسطنبول. فالصفعة يرد عليها أردوغان بانقلاب على الديمقراطية وإرادة الناس، بل إي ديمقراطية تمس مشيئة «الخليفة المنتظر»، بل أي دستور وأي منطق لشعب يمكن أن تخرج على القائد الملهم. السؤال ماذا لو سقط مرشح أردوغان بالدورة الثانية؟ أي ماذا لو تلقى صفعة أخرى أقوى وأقسى وأعم؟ لكن ماذا عساه أن يفعل، أو يرتكب لكي يمنع حدوث ذلك؟ هل يعمد إلى خطف الصناديق؟ هل يعمد إلى إبدال الأصوات بأصوات أخرى؟ أَكُلُ هذا وارد؟
وما بدأ يضايق أردوغان أن الاستطلاعات والمؤشرات في غمرة الحملات الانتخابية التي يقوم بها كلا المرشحين تدل على تقدم «أوغلو»، وتمكنه من جذب آلاف الأصوات الكردية، لاسيما وأن مرشحي الأحزاب الصغيرة سحبوا ترشيحاتهم لمصلحة أوغلو.
أما مرشح أردوغان يحاول اختراق الناخبين الأكراد فيغازلهم مغازلة الحبيب للأحباب ويقصدهم في جولاتهم حنوناً ناعماً متزلفاً ليوهمهم بأن الحكومة تريد أن تفتح صفحة جديدة معهم مليئة بالوعود والورود: «يلدريم» في دياربكر بسحنة وحلة جديدة بل كاد يلبس زي الأكراد التقليدي. لكن عوض ذلك حاول النطق ببعض العبارات الكردية. كلمات جوفاء يريد بها أن تمحو كل الخطب والمواقف التي وصفت الأكراد بالإرهابيين أو بدعم الإرهاب. يظن أن هؤلاء الأكراد يمكن أن يصدقوه، وأن يطمئنوا إلى تغير جلده وبحته ونبرته.
لا! صدر الرد على هذا الغزل غير العذري من عدة أصوات كردية مسؤولة وقيادية. فنائبة حزب «الشعوب الديمقراطي» في البرلمان «عائشة أجار» ردت بما يتناسب ويكشف ما وراء معسول كلام المرشح الأردوغاني: «إنها مناورة مفضوحة خادعة مزيفة لجذب أصوات الأكراد في انتخابات الإعادة في إسطنبول» صحيح أن 90% من الإعلام الرسمي يدعم مرشح أردوغان. لكن وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا لعبت دوراً كبيراً، وآخر الاستطلاعات تشير إلى تقدم أوغلو على منافسه بفارق نقطة إلى خمس نقاط.
*كاتب لبناني
وما بدأ يضايق أردوغان أن الاستطلاعات والمؤشرات في غمرة الحملات الانتخابية التي يقوم بها كلا المرشحين تدل على تقدم «أوغلو»، وتمكنه من جذب آلاف الأصوات الكردية، لاسيما وأن مرشحي الأحزاب الصغيرة سحبوا ترشيحاتهم لمصلحة أوغلو.
أما مرشح أردوغان يحاول اختراق الناخبين الأكراد فيغازلهم مغازلة الحبيب للأحباب ويقصدهم في جولاتهم حنوناً ناعماً متزلفاً ليوهمهم بأن الحكومة تريد أن تفتح صفحة جديدة معهم مليئة بالوعود والورود: «يلدريم» في دياربكر بسحنة وحلة جديدة بل كاد يلبس زي الأكراد التقليدي. لكن عوض ذلك حاول النطق ببعض العبارات الكردية. كلمات جوفاء يريد بها أن تمحو كل الخطب والمواقف التي وصفت الأكراد بالإرهابيين أو بدعم الإرهاب. يظن أن هؤلاء الأكراد يمكن أن يصدقوه، وأن يطمئنوا إلى تغير جلده وبحته ونبرته.
لا! صدر الرد على هذا الغزل غير العذري من عدة أصوات كردية مسؤولة وقيادية. فنائبة حزب «الشعوب الديمقراطي» في البرلمان «عائشة أجار» ردت بما يتناسب ويكشف ما وراء معسول كلام المرشح الأردوغاني: «إنها مناورة مفضوحة خادعة مزيفة لجذب أصوات الأكراد في انتخابات الإعادة في إسطنبول» صحيح أن 90% من الإعلام الرسمي يدعم مرشح أردوغان. لكن وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا لعبت دوراً كبيراً، وآخر الاستطلاعات تشير إلى تقدم أوغلو على منافسه بفارق نقطة إلى خمس نقاط.
*كاتب لبناني