باتت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قوة دولية ضمن مجالات الفضاء الاستراتيجية، وهو الأمر الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أثناء لقاء سموه خلال الأسبوع الماضي فريقَ عمل مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث أكد سموه أن الإمارات أسّست لنفسها وخلال فترة وجيزة للغاية مكانةً بارزة بين القوى العالمية في علوم الفضاء وتكنولوجياته، وبرؤية طموحة تهدف إلى ترسيخ دعائم هذه المكانة بين مصاف الدول الساعية إلى استكشاف الفضاء ضمن العقود المقبلة، معوِّلةً في ذلك على كفاءات كوادرها الوطنية المؤهلة وأجيالها من الشباب التي لا تعرف المستحيل.

وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على جهود المركز وما يقدمه من إسهامات نوعية كان لها الأثر الكبير في دعم طموحات الدولة ضمن مشروعات الفضاء، مؤكداً ضرورةَ مواصلة العمل للدفع بمزيد من الإنجازات في تكنولوجيات الفضاء، وغيرها من التكنولوجيات التي ستشكِّل ملامح عالم الغد، مع تنويه سموه كذلك بما لعلوم وأبحاث الفضاء من فوائد، وحرص دولة الإمارات على التقدُّم في جميع مساراتها لتحسين حياة الإنسان على الأرض ومساعدته في التغلب على العديد من التحديات التي تواجه حاضره ومستقبله. واستمع سموه، خلال اللقاء، لما قدمه فريق المركز من تفاصيل حول القمر الاصطناعي الذي يحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، «محمد بن زايد سات»، ويحتوي ضمن مكوناته بعض أكثر التكنولوجيات تقدماً في العالم، وهو ثاني الأقمار الاصطناعية التي يتم تطويرها بصورة كلية من قبل كفاءات وطنية، لتشمل التجارب عليه حاليّاً إجراءَ اختبارات دقيقة تضمن عملَه ضمن ظروف التشغيل التي تفرضها بيئةُ الفضاء القاسية، لتبدأ بعدها التحضيراتُ لإطلاقه في أكتوبر المقبل على متن صاروخ من شركة «سبيس إكس» الأميركية، بعد اجتياز بقية الاختبارات بنجاح.

وبدافع مواصلة تحقيق النجاحات في الفضاء، اطَّلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء، على المستجدات ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وقد أثّر هذا البرنامج ومخرجاته في إلهام الأجيال الجديدة من الإماراتيين للتوجُّه إلى تكنولوجيات الفضاء وعلومه مستقبلاً.

واستمع سموه مِن رائدي الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا إلى تفاصيل برنامجهما التدريبي مع وكالة «ناسا»، واستعداداتهما لإكمال مسيرة الدولة ضمن المهمات الفضائية المستقبلية، وحثَّ سموُّه كلا الرائدين على طلب أعلى مستويات التميز في مجالات الفضاء الحيوية، لما تحمله من منافع كبيرة لدولة الإمارات بصورة خاصة والبشرية بصورة عامة، وأن يكونا المثال لغيرهما من شباب وشابات الإمارات في الاجتهاد والسعي الدؤوب لرفع اسم الإمارات في أكبر المحافل العلمية الدولية المتعلقة بالفضاء وتأكيد ريادتها ضمن مشروعاته المستقبلية.

إن ما تحققه دولة الإمارات اليوم، وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، من إنجازات متسارعة في مجال الفضاء، يؤكد استحقاقَها المكانةَ المرموقةَ التي اكتسبتها ضمن نادٍ عالمي يضم النخبة فقط من الدول المتقدمة.

ولعل أفضل شهادة على هذا تلك الدعوة التي وُجِّهت لدولة الإمارات في يناير الماضي للانضمام إلى مشروع «البوابة القمرية Lunar Gateway»، كأول محطة فضائية من نوعها في مدار القمر. وسوف تعمل الإمارات من خلال كوادرها الوطنية على تطوير وحدة معادلة الضغط فيها. وتضم هذه المحطة بجانب الدولة، كلّاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان، وتهدف إلى خدمة البحوث العلمية ضمن مجالات الفيزياء الفلكية وبيولوجيا الفضاء واستكشاف الفضاء العميق وتوسيع الفهم الأكثر شمولا للكون.. وهذا إلى جانب إسهامها في تحقيق حلم البشرية في استيطان القمر، وتسهيل إرسال المهمات المأهولة بعدها إلى المريخ. 

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.