تماشياً مع الثورة التكنولوجية التي تتوسع ويتصاعد تأثيرها وتلف العالم جميعاً من أقصاه إلى أقصاه، تبرز الحاجة الماسة لدى جميع الدول إلى تحقيق أفضل مستويات التفاعل وأكفأ أساليب الأداء في التعامل على هذا الصعيد، وعلى الخصوص في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبما أننا جزء من هذا العالم وثورته التكنولوجية الرقمية المستمرة بلا توقف، فإنه يتوجب علينا الاهتمام جدياً بمشروعات الذكاء الاصطناعي الجديدة، كما ينبغي أن نحجز لأنفسنا موقعاً على الخريطة التكنولوجية الاصطناعية القادمة.

وفي هذا المجال لا بد من القول إن مجرد الحديث عن الثورة الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي لم يعد كافياً، بل يتوجب أن يتم دعمه بخطوات فعلية ومشاريع تجسد رؤى استراتيجيةً رائدةً في هذا المجال. وفي هذا السياق تحديداً، ينبغي إعطاء أدوارها المستحقة للهيئات المتخصصة ذات الصلة بمجال الذكاء الاصطناعي.

ونذكر هنا بالتحديد مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية، والذي مثل إنشاؤه خطوةً مهمة إلى أقصى حد، إذ من شأنه أن يسهم في تحقيق الغرض المرجو منه في مجال نشر الوعي بالثورة التكنولوجية الذكية الجديدة ومجالات استخدامها، وما لها من مزايا وفوائد وأضرار وأخطار، علاوة على رسم الاستراتيجيات الوطنية لامتلاك واستثمار الذكاء الاصطناعي والمشاركة في تطوير تقنياته ووضع قواعد استخدامه.

ويتعين على الدول العربية الأخرى الاقتداء بالخطوات الرائدة لدولة الإمارات في هذا المجال، وأن تؤسس مجالس وجمعيات مختصة مشابهة، ومنحها الدعم والمساندة الكافيين، وتشجيعها على وضع الرؤى ورسم الاستراتيجيات، علاوة على توفير الدورات التدريبية وورش التدريب لتصميم التطبيقات في مجال الذكاء الاصطناعي لصالح المهتمين والمحترفين بغية رفع مستوى الوعي واكتساب مزيد من المهارات في هذا المجال، سعياً لتعزيز قدرات الشباب الموهوبين على تطبيق التقنيات الذكية الجديدة.

إن مجالس وجمعيات من هذا النوع ستُعنى أيضاً بتنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات، المحلية والدولية، لإغناء المعرفة في المجالات التكنولوجية الحديثة. ومن الواضح أن رؤية دولة الإمارات للسنوات القادمة تتقاطع مع السيناريوهات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي ومشاريعه التطبيقية التي لا غني عنها في أي تطور تكنولوجي في عالم اليوم. وهي رؤية تعززّ التوجه نحو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة، وذلك انطلاقاً مما تسعى إليه القيادة الرشيدة من خير ورفعة للدولة عبر مختلف المداخل، الاقتصادية والتكنولوجية الجديدة، وعلى رأسها مدخل الذكاء الاصطناعي واستخداماته في جميع المجالات. ومن هنا يأتي عمل الحكومة وجهودها الرامية إلى تحقيق هذه الرؤى وتجسيد تلك المساعي، خدمةً للحاضر وضماناً المستقبل.

كاتب كويتي