جاء إعلان أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية برداً وسلاماً على أبناء دول المجلس حيال تطلعاتهم الراسخة إلى إنجاز مشروع السكك الحديدية للقطار الخليجي. فمنذ أن تم الإعلان عن المشروع، قبل سنوات من الآن، راودت آمالُ رؤيته مخيلةَ الخليجيين ليشهدوا تحقيقَه على الأرض في أقرب وقت ممكن.

فهذا المشروع سوف يتحقق بحول الله تعالى وقوته، ملبياً أحلام شعوب المنطقة وتمنياتها بمزيد من التكامل الإقليمي الخليجي.. فغيرهم ليسوا بأفضل منهم، لاسيما أن هناك قطاراً يربط بين دول الاتحاد الأوروبي، وقد ساهم على مدى عقود في تنشيط حركة التبادلات التجارية والسياحية والثقافية والعلمية.. وغيرها. والمشروع الذي نتمنى أن يتم إنجازه بالسرعة القصوى، سيساهم هو أيضاً في تقريب المسافات بين شعوب الخليج، كما سيساهم في تعزيز الترابط والتكامل الخليجي المشترك ويلبي طموحات وتطلعات أبناء المنطقة، إلى جانب دعم الاستثمارات المشتركة بين دولها، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي الذي لطالما سعى إليه قادة دول الخليج العربي على مدى عقود ماضية، بل ودفعوا لتحقيق هذا الحلم على الرغم من كل المصاعب القائمة.

قادة وأبناء شعوب دول مجلس التعاون الخليجي قادرون، بإذن الله تعالى، على تحقيق هذا الحلم وتجسيده على أرض الواقع، وهو ليس بالأمر البعيد. ومن جانب آخر نقول إن ثمار تحقيق الربط الخليجي من خلال قطار قطار السكة الحديدية، هي بلا شك ثمار عديدة تصب كلها في مصلحة دول المجلس مجتمعةً. وبالتأكيد فهي تضيف بعداً مهماً على صعيد العلاقات بين أبناء الخليج لصالح زيادة التعارف وترسيخ أواصر العلاقات التاريخية بين شعوب الدول الأعضاء، إذ يتوجب أن تتوج تلك العلاقات بشراكات اقتصادية وتجارية تعززها أكثر فأكثر.

إن الآثار المترتبة على هذا المشروع سوف تخدم المنطقة، في الوقت الراهن وفي المستقبل أيضاً، إذ سوف تكون أساساً مهماً على صعيد الرؤية المشتركة المستقبلية لدول المنطقة، وستكون بنداً أساسياً في تحقيق التكامل الإقليمي في منطقة تستعد للانتقال نحو مرحلة مهمة من مراحل التطور والنهوض بمستقبل دولها، وذلك أيضاً من خلال الربط الطرقي وتسهيل التنقل وتسريعه.

إننا في الخليج بحاجة إلى إنشاء مثل هذا النوع من المشاريع التنموية بالغة الأهمية، والتي يتطلبها مستوى النمو المرتفع في دولنا. وإننا على يقين بأن قادة دول الخليج العربي قادرون على جعل الحلم حقيقةً ملموسةً على أرض الواقع. والله ولي التوفيق.

*كاتب كويتي