حرصت مختلف محطاتنا الفضائية ومنصاتنا الرقمية ووسائلنا الإعلامية، خلال احتفاء الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني، على بث ونشر تقارير متنوعة عن شخصية الراحل الكبير الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأياديه البيضاء في مختلف أنحاء العالم بمشاريع خيرية وإنسانية مستدامة لصالح الإنسان في تلك البقاع، ومساعدته على شق طريقه للاعتماد على نفسه للخروج من دائرة الفقر والجهل والمرض، الثالوث الرهيب الذي يفتك بالعديد من المجتمعات ويغتال أحلام وتطلعات الإنسان وحقه في الحياة الكريمة.
من بين تلك التقارير، أتوقف أمام تقرير مصور بثه تلفزيون دبي، وأعاد نشره الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على حسابه بمنصة «إكس»، وعلق سموه قائلاً: «(دار الوالدين) لرعاية الأيتام.. والذي يعمل بنظام الأسرة. أسسه الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في مدينة مومباسا الكينية، ليزرع الأمل في أرواح الأطفال وينبض الدفء في صدورهم».
تؤوي «دار زايد لرعاية الأطفال» 500 طفل وطفلة من الأيتام، لا توفر لهم التعليم فقط، وإنما المأوى والوجبات الثلاث والرعاية الأسرية من خلال المشرفات الحاضنات. وتتكون الدار من مباني المدرسة و19 فيلا تضم سكن الطلاب والطالبات، وتوفر لهم التعليم في مرحلتيه الابتدائية والإعدادية، وتعدهم للالتحاق بمدرسة خليفة بن زايد الثانوية، التي كان الشيخ زايد بن سلطان قد وضع حجر الأساس لها في عام 1982 عند زيارته المدينة. وقد اختيرت المدرسة بعد ذلك كأفضل مدرسة في كينيا وتضم ألف طالب.
في ذلك التقرير كانت ألسنة الصغار تلهج بالدعاء لرجل قالوا إنهم لم يروه، ولكنه سكن قلوبهم بما قدم ورسم لهم حياة جديدة. أورد التقرير نماذج لأيتام تخرجوا في الدار وتفوقوا وعملوا فيها، وبعضهم التحق بوظائف ومناصب رفيعة. تلك كانت قبسات من صور لأيادي زايد البيضاء، أينما تحل تغير وجه الحياة ومستقبل الملايين من البشر.
مومباسا، المدينة الساحلية الجميلة والثغر الذي يحتضن الجميع، لا يعرف الكثير من أبناء الجيل الحالي في الإمارات قوة ارتباط آبائنا وأجدادنا بالساحل الشرقي لأفريقيا، حيث كانوا يتاجرون في مدن زنجبار وبمبا ومومباسا وماليندي ومقديشو. وتضم أحياء عدة كفريج المزاريع، والبلوش، والهنود، وغيرهم من الأعراق والجنسيات والمعتقدات، تزخر بهم المدينة التي تعد رمزاً للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. وقد زرتها مرات عديدة ولي فيها ذكريات جميلة.
مومباسا تستذكر بكل الحب والوفاء والامتنان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومآثره فيها.
رحم الله زايد وطيب ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى.