بعيداً عن نتيجة مباراة أمس، والمباريات المتبقية لمنتخبنا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، لا بد أن تكون هناك جلسة مصارحة لمجلس إدارة الاتحاد مع الجهازين الفني والإداري؛ للوقوف على سلبيات المرحلة السابقة، سواء في الأداء أو اختيارات اللاعبين الذين أخفق الكثير منهم في الأداء، ولم يكن بعضهم أساسياً في مباريات أنديتهم في الدوري، كما تناولتها وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرسمية بمحلليها، والذين ركّزوا على ذلك، متضامنين مع ما يطرح في الساحة الرياضية والأسباب التي أدت إلى تراجع أداء المنتخب.
أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة نستطيع قراءة الواقع وإن لم نفرضها على الفنيين، وندرك أيضاً إلى أين نحن ذاهبون، وهل التأهل يكون أمراً واقعاً؟، أم أن المدرب يقف ضد الجميع وضد من يطالب بالتخلي عن عناده وقبوله بمطالب الكثيرين بأن تشكيلة المنتخب في المباريات التي خاضها لن تسير بنا بعيداً، ولا بد من الاستماع إلى الرأي الآخر في الإعداد، فنتائج المنتخب في اللقاءات الأخيرة، تبرهن على أن مطالب البعض واقعية إذا أعاد المدرب أحداث اللقاءات السابقة للوقوف على النتائج السلبية التي تحققت.
نعم كان بالإمكان أفضل مما كان، كان بالإمكان تجاوز الواقع بتشكيل يحقق للمدرب ولنا ما نطمح إليه بالتأهل الذي أصبح حلمنا المنتظر في النهائيات القادمة بعد أن زاد عدد منتخبات القارة إلى أكثر من 8 مقاعد.
فهل نسمع في الأيام المقبلة توجه الاتحاد لاتخاذ موقف يعيد كرتنا إلى الطريق الصحيح، ونشاهد منتخباً متجانساً قوياً يحقق طموحنا.
ولأول مرة يلتقي الجميع في هذا الجانب، ويحمِّل الجهاز الفني مسؤوليته، بعد أن وفّر اتحاد كرة القدم متطلبات الجهاز الفني للاستعداد لهذه المرحلة، مما وضع منتخبنا أمام تحديات كبيرة وصعبة ولكنها غير مستحيلة؛ لأن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، ويظل الأمل قائماً حتى الثواني الأخيرة من عمر التصفيات.
لا بد أن يكون لاتحاد الكرة وقفة لمراجعة ما أسفرت عنه التصفيات حتى الآن، ولا بد من وقفة أيضاً مع الذات لمعرفة الأسباب وتوضيحها للرأي العام والعمل على إيجاد حلول، ولا بد أيضاً من مناقشة الجهاز الفني واختياراته، ولا أدري أسباب تجاهل مطالب الرأي العام وكأنما الجهاز الفني يريد أن يقول للجميع أنتم لا تقرؤون الواقع، فهذا منتخبكم واقبلوا بذلك.