اختتمت يوم أمس في منارة السعديات بالمنطقة الثقافية من عاصمتنا الحبيبة فعاليات «أيام العربية» التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية في إطار احتفالات «اليونسكو» باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم غدٍ 18 ديسمبر، مستلهماً شعار احتفالية المنظمة «العربية لغة الشعر والفنون».
أيام حافلة بأنشطة وفعاليات متنوعة حظيت بإقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع، لاسيما من الشباب طلبة الجامعات والأكاديميين والعائلات التي اصطحبت أطفالها للاستمتاع بالأنشطة الترفيهية المصاحبة والمعارض التفاعلية.
جلسات حوارية تناولت العديد من الموضوعات التي تشغل المعنيين بقضايا لغتنا الجميلة، لا سيما في عصرنا الراهن والتحديات المرتبطة بدخول «الذكاء الاصطناعي» مختلف مناحي حياتنا وتأثيره على اللغة.
فعاليات وطروحات حملت اعتزاز وفخر الناطقين باللغة العربية وحتى غير الناطقين بدورها في الحضارة الإنسانية وإسهاماتها المبكرة في العلوم والفنون، وكذلك دورها اليوم كلغة حية وعصرية.
استمتع الحضور ورواد الفعالية بمداخلات الخبراء والمختصين، وكذلك الفنانين والموسيقيين والشعراء والكتاب والعروض التي جمعت بين اللغة العربية والثقافات العالمية. لغة حية هي لسان واللغة الأم لأربعمائة مليون شخص، وأربعمائة وخمسين مليوناً آخرين يستطيعون التحدث بها.
لقد أصبحت «أيام العربية» التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية منصة سنوية لعشاق لغتنا الجميلة، تذكر الأجيال بأن هذه اللغة محفوظة مصونة، تفتح أبواب الإلهام والإبداع لمن يتمسك بها لأنها تمثل هويتنا الوطنية والثقافية.
تضفي «أيام اللغة العربية» زخماً لساحتنا الثقافية والحراك الذي تشهده على مدار العام، وتعزز جهود الانفتاح والتواصل بين الثقافات على أرض الإمارات وفي أبوظبي عاصمة التعايش والتسامح، حيث تمتد جسور الحوار بين الحضارات، وذلك من خلال الجهود الكبيرة لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ومشاريعها العملاقة التي جعلت من الإمارة علامة فارقة في صناعة المهرجانات والضيافة والسياحة إجمالاً، ترجمة لرؤية قيادتنا الرشيدة.
لقد كان تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية امتداداً لتلك الرؤية الثاقبة التي تعتني باللغة ليس فقط لتعزيز الهوية الوطنية ولتوظيفها في مجالات وميادين المعرفة والإبداع، وإنما لتأكيد رسالة التواصل الحضاري مع مختلف الثقافات، وبأن الإصرار عليها والتمسك بها لا يعني الانغلاق والجمود.
أيام العربية» تحمل رسائل بأن لغتنا الجميلة ستبقى مصدر فكر وإلهام للجميع، لغة تتفاعل وتواكب التطورات، لغة ثقافة وعلوم صنعت حضارات، وتواصل دورها الحضاري بعيداً عن ما يروج البعض بأنها لم تعد لغة علوم هذا العصر.  تحية لجهود المركز وفرق العمل الذين جعلوا من «أيام العربية» لحظات أثرت العقول وأطربت القلوب في تلك الأجواء الجميلة التي عانقت جمال المنارة في عاصمة الإبداع والجمال.