البيت واحد، والأسرة عناقيد تسدل رحابتها على الضمائر، فتبدو الحياة في بلادنا مثل شجرة ترتوي من جدول واحد، ومن سلسبيل يغمر الوجدان بعذوبة، اسمها العلاقات بين القيادة والناس، هذه العلاقة التي امتدت على أديم الأرض كأنها الشرايين في الجسد، كأنها العشب على ثرى تشبعت حباته من زخات أملتها الغيمة على جبين ووجنة، فصارت الحقول بستان فرح، وأصبحت الأسر خلايا نحل تثري المشاعر بشهد الحب، ونعيم الرفاهية.
الزيارات التي يقوم بها المسؤولون إلى أبناء الوطن، هي النسائم التي تعبق الفضاء الإماراتي بعطر القواسم المشتركة، والطموحات الجمعية والتطلعات الواحدة، وهي السبر في تاريخ بلد نما، وترعرع ونشأت مشاعر أبنائه على الانسجام، والتلاحم، والتضامن، والوقوف على الرؤى، كما هي النجوم التي تطل من السماء العالية، لترقب ما يحدث على الأرض، وكما الجبال التي تشمخ طالعة إلى العلا، تحرس قصيدة الوطن، وتدوزن بحورها، وترتب قوافيها، وبحنكة الفطرة الطبيعية متماهية مع متطلبات الإنسان الذي خرج من أتون الصحراء، باحثاً عن ذاته في علاقات ترسم الصورة المثلى لكون اسم الإمارات، استطاع أن يحتل مكانه في العالم، من وحي معطياته العبقرية، ومن وفيض قدراته على تمثيل الواقع أجمل تمثيل، وتحقيق ما تحتاج إليه الحياة، كي تحفظ الود مع بنائها الاجتماعي، والذي أصبح اليوم أيقونة إماراتية لا تشبه إلا نفسها، ولا تنافس إلا ذاتها، إمارات الحقيقة، والإنسان المثالي أنجزت مشروعاتها الأخلاقية بفضل حكمة قيادة، استطاعت أن تضرب مثلاً استثنائياً في بناء العلاقات الاجتماعية بين قمة الهرم وقاعدته، الأمر الذي جعل للسعادة أقداماً تسير بها على الأرض، مفترسة ملاءة الحرير على كل وجدان، وأصبحت الإمارات اليوم مثالاً يحتذى به في علاقة القيادة بالشعب، وهي العلاقة المبنية من وعي كأنه الفضاء، ومن إدراك كأنه النجمة، ومن إرادة كأنها المحيط، ومن حب ملك زمام الوجود، فبسط أذرعته على القلوب، فصارت القلوب موائل فرح، صارت الشرايين أوتار قيثارة تحيي الصباح بلحن صحراوي مهيب، وتستقبل المساء بترنيمات كأنها شجن الأبدية.
في زيارات المسؤولين للمواطنين، تشعر بأن هناك تغريدة على لسان الطير تحيي هذا السلوك الرباني النبيل، وتشعر بأن للتاريخ علاقة وثيقة مع هذا العناق الجميل بين القيم ومشاعر الناس في هذا الوطن، تشعر بأن مجتمع الإمارات، مجتمع ملائكي جُبل على الحب، وأن الحب هو الجينة الوراثية التي صنعت من العلاقات واقع حال، ولا مآل غيره ولا سواه سؤال، إنه الواقع الإماراتي الملون بالجمال، إنه السر في تطور الإمارات، ورقيها وزهو رونقها، وتألق مشهدها.
 وكلما شاهدنا لمعة زيارة لمسؤول، ولمحنا تلك الوسامة لوجوه جللها الله بإشراقة الشمس، تذكرنا المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، إنه الإرث، وأنه سلسال الذهب الذي يطوق الوطن ويمنحه أجمل المشاهد، وأرقى الطلات.