دولة بحجم المحيط، وقبيلة برئة دولة، وأحلام تتجاوز الأسماء، وتحيط بالطموحات مثلما تطوق الصحراء مشاعر شعب، مثلما تحتضن السماء تطلعات وطن، مثلما تحصن النجوم دروب العشاق، مثلما تحرض الموجة قلوب الناس من أجل الحب، وبسط ملاءة الدفء على الأرواح، لتصبح الأرواح أجنحة تحلق في سماوات الفرح والعز والفخر، بوطن أصبح اليوم عنقاً يطال السماء، وساعداً يمسك بالآمال محتسباً الحب طاقة ولياقة وأناقة ولباقة تسدد المسيرة باتجاه الفوز بإنجازات تتجاوز حدود المعقول، وتعانق المستحيل، بقدرة الذين يعشقون الاستثنائية، ويدخلون أبواب الحياة من منطلقات حب الحياة، واستتباب المشاعر، حيث أصبحت المشاعر قماشة من حرير، والقلوب فضاءات سمتها الشفافية وشيمتها الألفة بين أضلاع المثلث، القيادة، الشعب، الوطن.
في مسيرة الاتحاد، التي جابت تضاريس الكون الإماراتي، كانت الكلمة الفصل لحب الوطن، وكانت القبيلة الترياق الذي يحرك الفكرة نحو عوالم الوطن الكبير، ونحو القيادة التي شيدت قصرها في الضمائر، يوم وضعت الإنسان مقلة للعين، ونسجت من تطلعاته قميص الفرح، وحاكت من خيوط الشمس معطفاً لدفء المشاعر، حتى كبرت ابتسامة الصغار، وصارت وروداً تعطر المنازل، والدروب، صارت بساتين الفرح تعبق الأرواح بشذا الانتماء إلى الله والوطن والقيادة، ثلاثي الوجود والوجد والجودة، ومن تابع المشهد اغرورقت عيناه بدمعة السعادة،
وانفرجت شفتاه عن ابتسامة الخلود لوطن عاهدت قيادته الشعب بأن تكون القبيلة وطناً يتسع لكل المشارب والمذاهب والمواهب والمناقب، وطناً يحتفي بالقبيلة كما تحتفي الشجرة بأغصانها، كما تحتضن السماء نجومها، كما تعانق الصحراء نخلتها، كما تحكي الموجة للزعانف عن سر بياضها، وهذا الوطن اليوم، يمضي قدماً باتجاه المدى، يمضي محملاً بمسؤولية الانتماء إلى أمنا الأرض، نحميها من الضروس، ونفديها بدماء الأبناء الطاهرة، ونذود عنها في وجه العواتي والضواري وكل نمام مشاء بحقد، وكل معتد أثيم.
هذه هي الإمارات الأيقونة التي أبدعها زايد الخير، طيب الله ثراه، هذه الإمارات التي تمناها المغفور له وأرادها أن تكون عروس الصحراء، هذه الإمارات التي يرعاها اليوم أبوخالد كليم الشفافية، منبت الخير والرفاه وسليل النجباء، هذه الإمارات تقف اليوم شامخة راسخة مؤدلجة بالحب، ولا شيء غير الحب أبجدية لغة القواسم المشتركة بين الناس أجمعين، بين القاصي والداني، كل تقيم فيه الإمارات فلذة، ومضغة فؤاد، وخشف ريم تتأمله الحقول، فتزهو بجمال طلعته، وكمال بهجته، ورشاقة عوده، ومواعيده مع النجاح.
في مسيرة الاتحاد بزغت شمس الولاء، وترعرعت أهدابها بين جفون من عشقوا الحياه، وأحبوا الوطن كما تحب الأشجار الجداول، في مسيرة الاتحاد، اتحد الماء بالتراب، وأيقنت السماء بأن الحب هو ذلك الديدن وهو الأغنية الخالدة في ضمير المدنفين، هو تلك الصهوة على عاتقها تمضي الجياد مأخوذة بمشهد أعظم من شواهد التاريخ وقصصه ورواياته.
فشكراً للذين جعلوا الامتياز على جبين الوطن شامة وعلامة، شكراً لهم لحبهم الذي صنع مجد الوطن، ومجد المواطن.