نحن نحمي، لأننا الظل، والخل الوفي، لأننا من رفة الجفن، ومن رمش يعزف سيمفونية الوفاء نهضت بلادنا، واشتد عودها، وهي تحمل أجنحة الود لبراعم هم ثمرات الغد، وهم أشرعة النهوض إلى غايات، وأهداف، وضعها المؤسس الباني زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، واليوم ونحن نحلق في فضاءات الألفية الثالثة، نحمل على عواتقنا مسؤولية استكمال البناء، ومواصلة المسيرة، مكللين بأفكار قيادة، الحكمة شيمتها، والفطنة قيمتها، وسواء السبيل رؤيتها، والحلم البهي الناصع شعاعها المؤدي إلى منازل الألفة، والتضامن مع الطفل كونه المضغة التي تتشكل منها لحمة الطمأنينة، والتقدم، والازدهار، كونه الضلع في الصدر الذي يخبئ تحته آمالنا، وأمنياتنا، وأحلامنا، وطموحاتنا، وتطلعاتنا، وكل ما يروي شظف الوطن، وكل ما يمنع عنه الظمأ والكدر.
القمة العالمية «نحن نحمي» في أبوظبي، هي قمة التواصل بين الأجيال، وهي أبجدية البناء في لغة الحب، وهي معجم الثقافة الإماراتية التي اصطلحت منذ البدء على أن الطفل فلذة الكبد، وهو مضغة القلب، والساعد، والواعد، والسر في بناء الجملة بدءاً باسمها، وانتهاء بخبرها، الأمر الذي جعل الفكر العالمي يتجه إلى الإمارات، وإلى العاصمة الزاهية بالذات، لأنها مهبط القيم الجليلة، ولأنها مكان النبرة الأولى، وترنيمة الطفولة المنبعثة من أحضان ما عرفت غير حليب الحب، وما تدربت إلا على الهدهدة، ومناغاة الطفولة، بلسان عاطفي عذب، كأنه السلسبيل، وذلك استلهام من رؤية القيادة وما تسديه من أفكار نابعة من تربة صحراوية نقية صافية كصفاء أهلها، ورخاء مشاعرهم، وثراء أفئدتهم، وفيض نفوسهم بمشاعر كأنها السلسبيل، وأعطاف كأنها الشموع تهدي الشهد للحياة، من أجل أن تبقى شموسها، ذهبية، وخيوطها من قماشة الحرير، وقرصها من معدن الأبدية الحازمة. 
«نحن نحمي» عنوان يستحق التوقف عنده، وإذ يشهد العالم اليوم انتهاكاً مريعاً للطفولة، وتواجه البراءة فتكاً لا مثيل له في التاريخ، بينما تحتضن الإمارات الوفية، قمة عالمية لأجل طفولة تهنأ بالسلام، ولأجل عفوية لا تشوهها مخالب الشيطان، ولأجل فلذات تحتاج أن نعانقها بأنامل لا تجرح، وأيدٍ لا تسيء التطواف حول الأعطاف، وعيون لا تغمض الجفون عن دمعة تذر تفجعاً، وشهقة تخرج من الصدور تحسراً.
«نحن نحمي»، جملة متوجة بمبادئ دولة آمنت قيادتها بأن الحب ترياق الحماية من الإضرار بالطفولة، وأن الوعي بأهمية الطفولة إكسير نجاة المجتمعات من سوء العذابات، وأن تضافر الجهود لوضع حد لتعب الطفولة هو مسمار الصمود في وجه الريح، وهو حبل المودة الذي يمنع العتو، وصلافة من به شطط، وفي قلبه لغط.
«نحن نحمي» إنها فكرة الإنسان الكامل، والذي تحرر من مخرجات تاريخ عويص، ومنهك بالأدران، إنها أنشودة خلود لمجتمعات تصر أن تكون الحقول الطافية على جدوال المحبة، وأنها البساتين الغافية على أحلام الطير المغرد من أجل الحياة، من أجل عالم تسوده عبارة «لنكن معاً»، نحمي أطفالنا، ونمنع عنهم شقاء الجفاف العاطفي.
الإمارات اليوم تقود العالم إلى فضاءات لونها أبيض، ورائحتها عطرية، كشذا الورد على خدود وقدود.