في حياتنا، نصادف ونتابع الكثيرين ممن حققوا نجاحات كبيرة وعديدة وبلغوا شأناً رفيعاً في المجتمع، ولكن قلة نادرة منهم تشارك غيرها أسرار النجاح الذي حققته، وذلك على صعيد الأفراد، فما بالك بالدول؟ ولذلك أسباب عدة يحتفظ المعني بها لنفسه.
نحن في هذا الوطن الغالي حبانا الله نعماً كثيرة، ليس في مقدمتها الثروة بمعناها المادي، وإنما ثروة أعظم تتمثل في قيادتنا الحكيمة، بدءاً بالوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن استلم الأمانة من بعده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، واليوم ونحن في حمى قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. قيادة حكيمة رشيدة جعلت من التجربة الملهمة لبناء الإمارات كتاباً مفتوحاً لمن يريد الاستفادة.
بالأمس، كنا أمام صورة زاهية من صور ذلك الكتاب الذهبي المفتوح، وفارس المبادرات وعاشق التميز والمركز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يقول للجميع: «رسالتي ووصيتي للجميع.. سر نجاحنا خدمة الناس.. وتسهيل حياتهم.. ودوام التواصل معهم… هذه مبادئنا الحكومية.. لم نغيرها، ومن يعتقد أننا تغيرنا.. سنغيره».
وقال سموه: «رسخنا عبر 30 عاماً من رحلة التطوير الحكومي ثقافة الأبواب المفتوحة للناس.. بل ثقافة عدم وجود أبواب أمام الناس»، مؤكداً سموه، أن السمعة العالمية التي تحققت للإمارة اليوم هي نتيجة طبيعية لخدماتها السريعة.. وبيئة عملها المفتوحة التي تهتم بالإنسان». 
وحرص سموه، في تدوينته على منصة «إكس»، على تقديم نموذج للمسؤول الحريص على التواصل مع متعامليه، كالفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، وقال: «تصلني عنه الأخبار الطيبة.. من ناحية استقبال المراجعين.. وتخليص المعاملات الإنسانية والاستثنائية.. وتواجده المستمر مع الجمهور.. ومكتبه المفتوح أمام الجميع». 
وأضاف سموه: «وفي نفس اليوم، تصلني أيضاً أخبار عن ثلاثة من مدراء العموم في دبي.. صنعوا لأنفسهم مكاتب كبيرة.. ووضعوا أمام أبوابهم مدراء وسكرتارية وأمناً للمباني.. ومنعوا الناس من الدخول عليهم أو الوصول لهم بحجة أن الحكومة ذكية.. والمعاملات رقمية.. والمواقع الإلكترونية هي التي تستقبل احتياجات الناس وتعالج قضاياهم». 
ولا زالت شاخصة أمامنا المقولة التاريخية لسموه: «نحن سلطة في خدمة الناس وليس سلطة على الناس». وذلك هو السر العظيم لنجاح تجربة الإمارات التي جعلت من الإنسان الهدف الأول من خلال حسن بنائه وإعداده وتأهيله وتمكينه وخدمته بأرقى مستوى، متفوقاً على المعايير العالمية، لأنه معيار إماراتي وكفى، فتلك علامة الجودة العالمية.