العين الخضراء تحتاج إلى النهر الذي يطوق أشجارها بالحب، تحتاج إلى ذهنية تمرست على إرواء الوطن بما يملأ جداوله بعذب الجهد والبذل والعطاء، تحتاج العين إلى عين ملؤها بريق التألق، والتطلع دوماً إلى المستقبل، بمشاعر أرهف من الحرير، وقدرات أكثر صرامة من جبل حفيت، وأعظم هامة من قلاع العين المسترخية على تراب كأنه السندس، والاستبرق.
العين تحتاج إلى رجل له سمة الغيمة، وصفة النجمة، وشيمة الصحراء، وقيمة الماء.
تعيين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، ممثلاً للحاكم في منطقة العين، لهو الفرحة المتممة لأهل العين، هذا التعيين، هذا التمكين، تضمين لحقيقة أن بلادنا تمضي في طريق النماء والتطور بخطوات كأنها دورة الكواكب في السماوات، كأنها حركة الماء في شرايين الأشجار العملاقة في مدينة العين.
هذا التعيين له لغته، ومفردته في بلاغة الأخيار من لدن قائل حكيم، يعرف كيف يضع النقاط على حروف الكلمات، لتصبح جملة الوطن أبلغ من خيوط الشمس، وأنصع من بريق النجمة، هذا الاختيار يعيد قراءة التاريخ، لكون التاريخ كتاباً حروفه من صنع أنامل أهل الحل والربط، وأهل المعرفة والعرفان الجميل.
ووطن هكذا تدار عربته العملاقة لا بد أن يحاكي المدى بأبجدية كأنها النشيد في ضمير الأغصان على القمم الشم، ووطن هكذا تمضي قافلته، فلا بد أن تنيخ الصحراء له صهوة وسناماً، ولا بد أن يتكلم الطير عن مآثره، ومناقب قيادته، ولا بد أن يذكر التاريخ بأن مدرسة زايد الخير، طيب الله ثراه، مستمرة في إشعاعها، مستمرة في عطائها، مستمرة في تلون حياة الناس بالفرح، والفخر لأن النهر يستلهم من السحابات قطرات السلسبيل، فيمضي في التسرب بين الضلوع بهجة وسروراً.
لهذا السبب، نقول لأهل العين ولنا جميعاً، مبروك لكم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مبروك لكم هذا الباذخ عطاءً، المترف تضحيات من أجل الوطن، ومبروك للعين هذا النهر، ومبروك لأشجارها هذا الفضاء الشاسع، عزيمة وشكيمة، وإرادة في صنع الفرح، هذا العليم في مشارب المشاعر، وأقصاها، هذا الفذ في بلاغة النظرة، ونبوغ الفكرة، وثراء الخبرة.
من يقرأ السيرة الذاتية لسموه، يشعر بالامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخر بمن تم اختياره؛ لأن الاختيار جاء في موعده، ومكانه المناسبين، ولأن الاختيار حقق حاجة العين لرجل يملأ المكان بحضور واسع كأنه المحيط، وابتسامة لها مضمون الثقة، والثبات، والجسارة، وصرامة المعطى، والقدرة الفائقة على تحقيق الآمال المنشودة، والأمنيات المعهودة، والتطلعات التي هي لب رؤية القيادة الرشيدة، وهي صلب احتياجات البلد، ومتطلبات المستقبل، شخصية لها منزلة في قلوب أهل العين.
ألف مبروك للعين ولنا جميعاً، وبالتوفيق لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وجعله الله فأل خير للعين وأهلها.